strong>لا يزال الالتباس في المواقف يشوب صفقة الصواريخ الروسية «أس ــ 300» المرتقب تسليمها إلى إيران، ولا سيما بعد نفي موسكو حصول التسليم الذي أعلنه نائب إيراني أول من أمسنفت شركة «روسوبورون إكسبورت» الروسية الحكومية لتصدير الأسلحة، أمس، تسليم صواريخ «أس ـــــ300» أرض ـــــ جو المتطورة إلى إيران، فيما أعلنت طهران أنها ألقت القبض على شبكة تجسس بريطانية تعمل تحت غطاء صحافيين تابعين لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأفادت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء بأن الشركة الروسية للتعاون العسكري الفني أصدرت بياناً قالت فيه إن «المعلومات عن تسليم أنظمة صواريخ «أس ـــــ300» إلى إيران والتي وردت في بعض وسائل الإعلام، ليست صحيحة». لكنها أضافت أنه «في الوقت الحالي، تُسلّم أنظمة ذات طبيعة دفاعية فقط إلى إيران بما فيها وسائل دفاع جوي».
وأضاف بيان الشركة أن «روسيا تقوم بتطوير التعاون التقني العسكري مع إيران في تطبيق صارم للتعهدات الدولية المتعلقة باتفاقات عدم انتشار» أسلحة الدمار.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد كشفت الأحد عن تسليم روسيا أنظمة «أس ـــــ300» إلى إيران، والتي تثير قلقاً أميركياً وإسرائيلياً كان مدار محادثات المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، في موسكو.
من جهة ثانية، أعلن عضو لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي محمد كريم عبيدي إلقاء القبض على عناصر في شبكة تجسس تعمل تحت غطاء صحافيين يعملون لدى الـ«بي بي سي».
وقال عبيدي إنه جرى تفكيك هذه الشبكة قبل ممارستها لأي عمل ضد إيران، موضحاً أن ما أثار الشبهة تجاه صحافيي الشبكة البريطانية كان استخدامهم أسماء مختلفة لدى قيامهم بعملية حجز غرف في الفندق الذي سينزلون فيه. وأضاف أن هذا الأمر أدى إلى تكليف مسؤولي الأمن الإيرانيين للتحرّي عنهم ومتابعة تحركاتهم، «فاكتشفوا بدورهم أنهم يسعون إلى توسيع نطاق أنشطة شبكة الاستخبارات الخاصة بهم في إيران بمساعدة السفارة البريطانية».
وقال مسؤولون أمنيون إن شبكة التجسس المعنية بجمع معلومات سرية والتقاط صور فوتوغرافية لمواقع محددة من البلاد كانت تنوي نقل هذه المعلومات الحساسة إلى قيادتها من خلال أدوات تجسس متقدمة وأجهزة أقمار اصطناعية.
على صعيد آخر، بحث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، مع رئيس الوزراء الماليزي أحمد بدوي القضايا الدولية والإقليمية وقضايا العالم الإسلامي، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، حسبما أفاد تلفزيون «العالم» الإيراني الرسمي. والتقى بدوي أيضاً المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أن إيران عازمة «بقوة» على مواجهة ظاهرة القرصنة البحرية المستفحلة في المنطقة. وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن قرار طهران بالإيعاز إلى بارجة حربية إيرانية للإبحار في مياه بحر عمان لمواجهة القراصنة «جاء تناغماً مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لضمان الحرية البحرية».
وبشأن إقفال السلطات الإيرانية جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان في طهران وختمها بالشمع الأحمر، أوضح قشقاوي أن «نشاط مثل هذه الجمعية بحاجة إلى ترخيص قانوني»، لافتاً إلى «أن هذا الأمر (إغلاقها الآن) يدلّ على سعة صدر» إيران لأن هذه الجمعية كانت تعمل منذ عام 1990 «من دون ترخيص قانوني».
وقال قشقاوي إن «الدول التي تتشدّق بالدفاع عن حقوق الإنسان والدول الغربية، لا تسمح لجمعية أو مؤسسة بأن تمارس نشاطها من دون ترخيص»، مشيراً إلى أن كل المؤسسات والتنظيمات يجب أن تقطع «المراحل القانونية من أجل أن تمارس نشاطها قانونياً». وأضاف أن «بعض الدول الغربية، مثل أميركا وبريطانيا، تسعى كي تحوّل دبلوماسيتها الهجومية إلى دبلوماسية بالإنابة، وأن هذا الأمر يشير إلى فشلها».
وتابع قشقاوي أن «الولايات المتحدة، بعدما فشلت دبلوماسيتها الهجومية، تحاول تأجيج قضية إثارة الخوف من إيران لدى الآخرين. وفي هذا السياق، طلبت من هوليوود أن تنتج أفلاماً ضد إيران وتاريخها»، مشيراً إلى «فيلم 300» كنموذج في هذا المجال.
وانتقد قشقاوي اجتماع الدول العربية مع مجموعة دول «5+1»، مشيراً إلى أن «العرب ليست لديهم مشكلة في محادثاتهم مع إيران، وأن علاقاتنا معهم ليست أقل مستوى من الأوروبيين».
(يو بي آي، أ ف ب، إرنا)