طغت الأزمة الاقتصادية العالمية على تظاهرات العمّال في الأول من أيار، التي تحوّلت إلى مواجهات بين المتظاهرين ورجال الشرطة في العديد من العواصم العالميّة.وشهدت ألمانيا أكبر التظاهرات، وضمت نحو نصف مليون شخص، تخللتها مواجهات عنيفة، كما يحدث عادة في الأول من أيار من كل عام هناك. وأدت المواجهات، التي جرت في مدينة هامبورغ (شمال) ودورتموند (غرب) مروراً بأولم (جنوب غرب) وماينز (غرب)، إلى سقوط مئات الجرحى، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.
وفي برلين، حيث نشرت السلطات نحو خمسة آلاف شرطي، حدثت صدامات بين قوات الأمن وناشطين يساريّين يوصفون بأنهم «مستقلون» وأعضاء في «الكتلة السوداء». وقال متحدث باسم الشرطة في العاصمة الألمانية إن 273 شرطياً على الأقل أصيبوا بجراح خلال المواجهات، فيما دانت محكمة ألمانية أربعة أشخاص بمحاولة القتل، كانوا قد اعتقلوا من بين 289 مشتبهاً فيهم على خلفية أحداث الجمعة.
وفي تركيا، جرح نحو خمسين شخصاً، بينهم 36 شرطياً، في مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة في أنقرة وإسطنبول، حيث استخدمت الحجارة والزجاجات الحارقة، وحُطّمت واجهات مصارف ومحال تجارية.
واستمرت المواجهات ساعات في إسطنبول، حيث سمح للمتظاهرين للمرة الأولى منذ 32 عاماً بالتجمع في ساحة تقسيم، أشهر ساحة في المدينة، منذ مجزرة «أيار الأحمر» في عام 1977، حين قتل 36 شخصاً في مجزرة أسست لحرب أهلية دامت حتى عام 1981.
وقال حاكم إسطنبول، معمر غولر، لقناة «أن تي في»، إن 11 شرطياً أصيبوا بجراح طفيفة في الصدامات وإن قوات الأمن اعتقلت 68 شخصاً.
وكان البرلمان التركي قد تبنّى، الأربعاء، قانوناً يعلن فيه مجدداً الأول من أيار، يوم عطلة، بعد إلغائه منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً.
وفي أثينا، جرت حوادث قصيرة استخدم خلالها شبّان محتجّون زجاجات حارقة. ودعت الجبهة النقابية الشيوعية إلى تجمع تحت شعار «يجب على أصحاب السلطة الأثرياء دفع ثمن الأزمة»، بينما قام ملايين اليونانيين في الأرياف بصنع أكاليل الورد لتزيين بيوتهم كما جرت العادة.
وفي فرنسا، تظاهر 465 ألف شخص، حسبما ذكرت الشرطة، و1.2 مليون، حسبما أفادت نقابة «سي جي تي». واتسمت التجمعات هذه السنة بطابع استثنائي، لأن النقابة بدت للمرة الأولى في تاريخها موحّدة ضد سياسة الرئيس نيكولا ساركوزي، وضمت موظفين في مناصب إدارية. ودعا الحزب الاشتراكي المعارض أعضاءه إلى الانضمام للاحتجاجات للمرة الأولى منذ عام 2002.
وفي إيطاليا، تجمعت النقابات الكبرى في لاكويلا، تعبيراً عن التضامن مع ضحايا الزلزال الذي وقع الشهر الماضي في المنطقة وأودى بحياة نحو 300 شخص.
وتظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص في إسبانيا بدعوة من أكبر نقابتين تحت شعار «في مواجهة الأزمة: وظائف واستثمار عام وضمان اجتماعي».
أمّا في روسيا، فقد تظاهر أكثر من 400 ألف شخص، حسبما أعلنت وزارة الداخلية، في عدة مدن، معارضة ومؤيّدة للحكومة، فيما اعتقلت الشرطة نحو مئة من مؤيّدي اليمين المتطرف وناشطين معارضين لاستقبال المهاجرين، كانوا يريدون التظاهر في سان بطرسبورغ (شمال).
وقال متحدث باسم الشرطة إنه جرى توقيف 120 شخصاً في حوزتهم أسلحة بيضاء وقبضات أميركية، في ثاني أكبر المدن الروسية.
وفي وارسو، ردّد المتظاهرون الذين تجمّعوا أمام مبنى البرلمان هتافات «حرية مساواة اشتراكية»، فيما شارك نحو مئة ألف شخص في تجمّع دعا إليه الاجتماعيون الديموقراطيون في فيينا، للمطالبة «بإنصاف ضريبي»، بينما جرح نحو عشرين شخصاً في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في لينز (شمال).
أمّا في هافانا، فقد تظاهر نحو 500 ألف عامل مطالبين برفع الحظر الاقتصادي الأميركي، بينما أكد زعيم البلاد فيديل كاسترو في الصحف أن كوبا «لن تستسلم أبداً».
وفي بوغوتا، شهدت تظاهرة حالاً من الفوضى وتراشقاً بالحجارة وتخريب محال تجارية في وسط المدينة، وأصيب خمسة أشخاص بجروح طفيفة واعتقل 117 آخرون، حسبما ذكرت الشرطة.
وجرت تظاهرات أيضاً في طوكيو وسيول ومانيلا ونواكشوط وأغادوغو لإدانة غلاء الأسعار والمطالبة بخفض أسعار المنتجات الأساسية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)