استأنف حلف شمالي الأطلسي وروسيا، أول من أمس، التعاون الرسمي المتعلق بالتهديدات الأمنية الواسعة، ولكنّهما فشلا في تجاوز الخلافات الشديدة بشأن جورجيا، في أول محادثات رفيعة المستوى لهما منذ الحرب في منطقة القوقاز.وأعلن الأمين العام للحلف، ياب دي هوب شيفر، أن الجانبين اعترفا بأن الوقت حان لبذل جهود مشتركة ضد المتمردين ومهرّبي المخدرات في أفغانستان والقرصنة في الصومال والإرهاب والانتشار النووي. وقال إن «مجلس الأطلسي ـــــ روسيا عاد للعمل الآن، واتفقنا على عدم ترك الخلافات توقف المسيرة كلها». وفي ما يتعلق بجورجيا، أقرّ شيفر بأنه «لا تزال هناك خلافات جوهرية، ولكنّ روسيا تحتاج إلى الأطلسي والأطلسي يحتاج إلى روسيا».
في المقابل، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتفاق بأنه «إلى حدّ ما تطور إيجابي»، مشيراً إلى أن «المحادثات صريحة للغاية»، وملمّحاً إلى خلافات معقدة بشأن وضع جورجيا. وكرر أن اعتراف روسيا «باستقلال» أوسيتيا وأبخازيا هو «واقع جديد» لا يمكن تغييره وعلى الغرب أن يعتاده. وأعرب عن تفاؤله باحتمال التوصل إلى اتفاق بين الروس والأميركيين في الدرع المضادة للصواريخ.
ويأتي ذوبان الجليد في العلاقات بين روسيا و»الأطلسي» قبل أسبوع من القمة المقررة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو، واجتماع قمة للدول الثماني الكبرى في روما.
من جهة ثانية، شارك العديد من وزراء خارجية الحلف في جلسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتعامل مع التوتر في العلاقات بين الغرب وروسيا الذي أثاره صراع جورجيا، وبخصوص «نظام أمني أوروبي» جديد اقترحه مدفيديف.
وأكد وزراء خارجية هذه الدول، خلال اجتماع غير رسمي في كورفو (اليونان)، تصميمهم على مواصلة الحوار في شأن تطور الأمن الأوروبي، ولكنهم شككوا خلال الاجتماع في المقترحات الروسية بشأن إنشاء هيئة أمنية أوروبية جديدة.
وقبل انتهاء الاجتماع، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للصحافيين أن «الاقتراح الروسي لم يكن في صلب المباحثات، لأننا لا نعلم ما يتضمنه الاقتراح تحديداً». وأضاف «إننا متفقون على المبادئ لكننا لم نحرز تقدماً فعلياً حيال النزاعات المجمدة، لم نتحدث عن مولدوفا وناغورني كارباخ والشيشان، لكنّ بعض الكلمات عن جورجيا لاقت ترحيباً».
(أ ف ب، رويترز)