شعوره بالخطر على النظام دفعه للترشّح إلى الانتخابات الرئاسية، بعدما أخفق في الدورة الماضية في عام 2005. هو الدكتور محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران.ولد في عام 1945 وترعرع في كنف عائلة متديّنة بمدينة «مسجد سليمان» في محافظة خوزستان جنوب إيران. بدأ نشاطه السياسي في ريعان شبابه معارضاً للنظام الشاهنشاهي البهلوي، حين أسس مجموعة فدائية أطلق عليها اسم «المنصورون».
ومع انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979، عيّنه مؤسس الجمهوريّة الإسلامية، الإمام الخميني، قائداً عاماً للقوات المسلّحة. ثم تولّى منصب القائد العام لقوات حرس الثورة خلال الحرب الإيرانية العراقية ما بين أعوام 1981 و1989.
وفي عام 1997 عيّنه المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، أميناً لمجمع تشخيص مصلحة النظام. كذلك تولى رضائي، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة طهران، في عام 1990 رئاسة اللجنة الاقتصادية في هذا المجمع ليتفرّغ، إلى جانب عدد من المتخصصين ورجال الاقتصاد، لإعداد الخطة العشرينية للبلاد. مرحلة ساهمت في بلورة منظومته الاقتصادية «الكاملة»، والتي حملت عنوان «الفدرالية الاقتصادية».
لقد انتقد رضائي بشدة سياسات نجاد الخارجية والاقتصادية، وقال إنها تقود البلاد إلى الهاوية، سواء الأداء الاقتصادي للحكومة أو قرار الحرب الأميركية في عهد الرئيس السابق جورج بوش ضد إيران، والذي استخفّ به نجاد وقلّل من أهميته، حسب رضائي.
لهذا يعتبر رضائي دعوة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الحوار مع إيران، فرصة لا ينبغي تفويتها واستخدامها من منطلق القوة والمصلحة الوطنية، واعداً بالتعاون مع أميركا في المجالات الأمنية «لأن الغرب والولايات المتحدة بحاجة إلينا اليوم».
ومن مآخذه على سياسات الحكومة، موقف نجاد من المحرقة النازية، معتبراً أنها مسألة تاريخية ينبغي عدم استخدامها سياسياً، وأنها لا تخدم مصالح إيران.
بيد أن المفارقة في هذه الشخصية، التي تفضل وصفها بالوسطية، أنها متهمة من بين خمسة مسؤولين إيرانيين، بالضلوع في تفجير المركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس 1994، إذ أصدر الأنتربول الدولي مذكرة توقيف بحقّه بناءً على طلب محكمة أرجنتينية.
ويتّسم الرجل مع أفكاره التغييرية ورؤاه الإصلاحية، بالشخصية الحازمة والجريئة واستقرائه المستقبل. هو الذي دعا سوريا أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، إلى تحريك جيوشها وآلياتها العسكرية في الجولان، مراهناً بهذه الخطوة على وقف هذا العدوان من دون الحاجة إلى دخول دمشق في مواجهة عسكرية مباشرة مع تل أبيب.
وللنساء نصيب كبير من اهتمام المرشح «الوسطي»، إذ أعلن أنه في حال فوزه بالرئاسة، فسيعيّن امرأة في موقع وزارة الخارجية وعدد من المناصب الرئيسية والحساسة.
عرفه الإيرانيون قائداً وجنرالاً في الحرس الثوري، رغم محاولاته الدؤوبة خلال السنوات الماضية شطب صفة الجنرال عنه وتشديده على لقبه العلمي بصفته دكتوراً في الاقتصاد.
(الأخبار)