رفض أول سجين نُقل من معتقل غوانتنامو الى الولايات المتحدة، التنزاني أحمد خلفان غيلاني، تهم الإرهاب الموجهة إليه، دافعاً ببراءته أمام القاضي الفدرالي في نيويورك من تهمة المشاركة في تفجيرات السفارات الأميركية في شرق أفريقيا عام 1998.وقال غيلاني، بعدما سألته القاضية هل يعترف بالتهم الموجهة إليه، إنه «غير مذنب». وحددت القاضية جلسة أخرى للمتهم في 16 حزيران.
ويحتجز غيلاني في معتقل غوانتنامو منذ أيلول 2006 بتهم المشاركة في تفجيرات السابع من آب 1998 في السفارتين الأميركيتين في دار السلام بتنزانيا ونيروبي بكينيا. ووُجهت إليه 286 تهمة، بينها القتل والتآمر بهدف القتل والهجوم بالمتفجرات والتسبب بالتشويه، والتآمر لاستخدام أسلحة دمار شامل ضد أميركيين. وأفاد البيان الاتهامي الذي يعود الى آذار 2001، أن غيلاني تآمر مع زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وغيره من الشبكة لقتل أميركيين. وقد يواجه عقوبة الإعدام إذا أُدين بتلك التهم. ويقال إنه كان طباخ بن لادن.
واعتقل غيلاني في باكستان في 2004 وكان يعدّ من الصفوف الأولى في «القاعدة»، واسمه مدرج على لائحة مطلوبي مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي آي». وهو المعتقل الأول من أصل 241 في غوانتنامو، الذي يمثل أمام محكمة للحق العام في الولايات المتحدة، لا محكمة عسكرية استثنائية.
ومحاكمته هي الخطوة الأولى في خطة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحساسة لإغلاق المعتقل ونقل جميع المعتقلين الباقين فيه للمحاكمة الى النظام القضائي الأميركي أو الى بلدان أخرى. ورغم الانتقادات التي توجه لهذه الخطة، ولا سيما من المعسكر الجمهوري، فإن المدعي العام، إيريك هولدر، رأى أن نقل غيلاني يخدم العدالة ولا يمثّل أيّ تهديد على الولايات المتحدة. وقال «بمثول أحمد غيلاني أمام المحكمة الفدرالية فإنه يحاسب على دوره المزعوم في تفجير السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا وقتل 224 شخصاً». وأضاف «وزارة العدل لها تاريخ طويل باعتقال متهمين بالإرهاب بأمان ومقاضاتهم بنجاح عبر نظام المحكمة الجنائية وسنطبق هذا في سعينا لتحقيق العدالة».
وقد أجرت الولايات المتحدة مفاوضات مع بالاو الدولة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، لاستقبال معتقلين في غوانتنامو فوافقت. وقال الرئيس جونسون توريبيونغ، في بيان، إنه «وافق على الطلب الأميركي بالتوطين المؤقت في بالاو لنحو 17 من المعتقلين المنحدرين من إثنية الإويغور» الصينية.
من جهة ثانية، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إنه «سيُفرج قريباً جداً عن ثلاثة معتقلين»، موضحاً أن بينهم محمد القرني الذي يحمل الجنسيتين التشادية والسعودية، وأوقفه الأميركيون في سن الرابعة عشرة. وقد بُرئ في 15 كانون الثاني، بعدما أمضى سبع سنوات في غوانتنامو. وذكرت مصادر متطابقة أن معتقلاً آخر هو جزائري كان يقيم في البوسنة عند اعتقاله نهاية 2001 ويدعى صابر الأحمر، يفترض أن يستقل الطائرة الى البوسنة. لكن مصدراً قريباً من الملف، قال إنه «كان على وشك الرحيل عندما طلب ألا يرسل فوراً الى البوسنة».
وبرأ قاض فدرالي الأحمر (39 عاماً) في تشرين الثاني 2008 بعد سبع سنوات ونصف السنة أمضاها في المعتقل. وهو يخشى ألا يلقى ترحيباً في البوسنة. ولم تكشف هوية وجنسية المعتقل الثالث الذي سيُفرج عنه.
وكان اثنان من المعتقلين قد نُقلا الى بريطانيا وفرنسا، فيما رفضت كندا استقبال بعض المعتقلين، بينما لا تزال ألمانيا والنمسا تفكران.
(أ ف ب، أ ب)