خاص بالموقع - أكد الشيخ اليمني، عبد المجيد الزنداني، أمس، رفض أي تدخل أميركي مباشر في اليمن لمكافحة القاعدة، واصفاً تدخلاً كهذا بأنه احتلال واستعمار، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما عدم وجود أي نية لإرسال قوات أميركية إلى اليمن.وقال الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم الإرهاب: «نرفض الاحتلال العسكري لبلادنا، ولا نقبل عودة الاستعمار مرة ثانية» في إشارة إلى إمكان تدخل واشنطن عسكرياً لدعم جهود مكافحة تنظيم القاعدة.
ورأى خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم أن «الحشود العسكرية الأميركية والأطلسية الموجودة على سواحلنا بذريعة مكافحة القرصنة لا تتناسب مع مطاردة القراصنة»، في إشارة إلى قوات مكافحة القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأكد الزنداني معارضته بشدة للمؤتمر الدولي عن اليمن الذي سيُعقد في لندن في 28 من الشهر الحالي. وقال إن الداعين إلى المؤتمر «يرون أن الحكومة اليمنية فاشلة». ودعا «أبناء اليمن إلى أن ينتبهوا حكاماً ومحكومين قبل أن تُفرَض عليهم الوصاية».
ونفى الزنداني أي علاقة مباشرة له بالإمام اليمني أنور العولقي، الذي تربط واشنطن بينه وبين الهجوم الفاشل على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد وبإطلاق النار في قاعدة فورت هود الأميركية في تشرين الثاني الماضي.
وقال: «لم أكن يوماً أستاذاً مباشراً لأنور العولقي». وأضاف: «إذا قال شخص إنه يسمع محاضراتي أو يقرأ كتبي، فهل أكون مسؤولاً عنه؟». وأضاف: «فوجئت بأنه صعد إلى الجبال».
ويُعتقد أن العولقي الذي عمل في مؤسسة خيرية للزنداني في الولايات المتحدة، موجود في جبال محافظة شبوة شرقي صنعاء.
في السياق، قال والد الإمام الأميركي، ناصر العولقي، إن ابنه ليس عضواً في تنظيم القاعدة، وإنه ليس مختبئاً مع «الإرهابيين» في جنوب اليمن، ويجب ألا يُربَط بالتصرفات الإرهابية.
وقال ناصر، في حوار مع شبكة «سي أن أن»: «ماذا تتوقعون من ابني أن يفعل؟ ثمة صواريخ تنهمر على القرية، لذلك عليه أن يختبئ، لكنه لا يختبئ مع عناصر القاعدة، فقبيلتنا تحميه الآن»، في إشارة إلى قبيلة العوالق في جنوب اليمن، التي تمتلك علاقات عديدة مع الحكومة اليمنية.
وقال ناصر العولقي إنه يبذل قصارى جهده لإخراج ابنه من مخبئه، من دون أن يعرّض حياة الأخير للخطر.
وأوضح قائلاً: «سأبذل ما في وسعي لإعادة ابني، لكنهم لا يمنحونني الوقت الكافي... إنهم يريدون قتل ابني. كيف يمكن الحكومة الأميركية أن تقتل أحد أبنائها؟ إنه سؤال قانوني ينبغي الإجابة عنه؟».
وأقرّ ناصر بأنّ ابنه أدلى بآراء مثيرة للجدل، لكنه رأى أن هذه الآراء محمية بقانون حرية الرأي في القانون الأميركي، نافياً أن يكون ابنه قد فعل أي شيء لتشجيع الإرهابيين على تنفيذ أعمال عنف.
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه لا ينوي إرسال قوات أميركية إلى اليمن أو الصومال.
ودعا أوباما في مقابلة تنشرها مجلة «بيبول» الجمعة، وبُثّت مقتطفات منها أمس، إلى تعاون دولي لمواجهة المتشددين في اليمن.
وقال الرئيس الأميركي: «لا أستبعد أبداً أي احتمال في هذا العالم المعقّد في دول مثل اليمن، في دول مثل الصومال»، مضيفاً: «أعتقد أن العمل مع شركاء دوليين يمثّل حتى إشعار آخر الحل الأكثر فاعلية».
وأوضح «لا نية لدي البتة لإرسال قوات إلى هذه المناطق».
ورأى الرئيس الأميركي أن المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان «لا تزال معقل تنظيم القاعدة»، إلا أنه اعترف بأنّ وجود مجموعات تابعة لشبكة تنظيم القاعدة في اليمن بات يمثّل «مشكلة أكثر خطورة».
بدوره، أقرّ رئيس أركان القوات الأميركية، الأميرال مايكل مولن، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» أن الولايات المتحدة تقدم «دعما معيناً» لجهود اليمن في القضاء على شبكات القاعدة، لكنه أكد أن صنعاء هي التي تقود العمليات.
أما قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الجنرال ديفيد بترايوس، فأعلن أن بلاده أعدّت خططاً لزيادة مساعداتها لليمن في 2010 إلى 150 مليون دولار.
من جهةٍ ثانية، قام وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، اليوم الاثنين بزيارة لم تُعلَن مسبقاً إلى اليمن، حصل خلالها على طمأنات بشأن مصير الرهائن الألمان الخمسة المختطفين منذ ستة أشهر.
وذكر مصدر من وفد الوزير الألماني أن الهدف من الزيارة هو الاطلاع على الوضع في هذا البلد على الأرض، مشيراً إلى أن «عدم استقرار اليمن يهدد المنطقة بكاملها».
وأكد وزير الخارجية الألماني في حديث مع الصحافيين أن الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، أبلغه خلال اجتماعه به «أنهم يعرفون أين يحتجز الرهائن الألمان».
وذكر أن السفارة الألمانية في صنعاء تقوم بكل ما بوسعها لوضع حد «لهذه الحالة التي لا تحتمل» ولضمان الوصول إلى «نهاية سعيدة» لاختطاف الرهائن.
وكان نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي قد أعلن الخميس أن لدى السلطات اليمنية «معلومات مؤكدة عن أنّ المختطفين (زوجان ألمانيان وأطفالهما الثلاثة وبريطاني) لا يزالون على قيد الحياة».
وأشار المسؤول إلى أن «المعلومات المتوافرة تؤكد أنّ هناك تنسيقاً بين الحوثيين والقاعدة في هذه العملية».
في غضون ذلك، أعلن مصدر عسكري اليوم أن 17 متمرداً حوثياً وثمانية جنود قتلوا خلال معارك دارت أمس للسيطرة على مدينة صعدة القديمة، معقل التمرد الحوثي.
وأوضح موقع وزارة الدفاع اليمنية «26 سبتمبر.نت» أن القوات اليمنية سيطرت على مدينة صعدة، وهي تنفذ المرحلة الأخيرة من تطهير المدينة من خلايا المتمردين.
من جهتهم، ذكر الحوثيون على موقعهم الإلكتروني، أن الجيش اليمني «يدمّر المدينة (صعدة) وينتقم من أبنائها جماعياً، ويدّعي أنه يضرب خلايا نائمة منذ بداية الحرب».
وأوضحوا أن الجيش «يختلق لعدوانه مبررات بين الفينة والأخرى ويقوم بعمل إجرامي كبير، يستهدف مدينة تاريخية معروفة في البلد، ويستخدم الجرافات لتدمير المنازل والمساجد والمباني الأثرية في المدينة».


(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)