واشنطن ـ محمد سعيدخاص بالموقع - عزّز الديموقراطيون حظوظهم في انتخابات الكونغرس النصفية التي ستُجرى يوم الثاني من تشرين الثاني المقبل، للاحتفاظ بأكثريتهم في مجلس الكونغرس النواب والشيوخ، فيما ذكر استطلاع للرأي أن الناخبين الأميركيين يعتقدون أن من غير المرجّح أن يكون هناك استعداد لدى الجمهوريين للتوصل إلى حل وسط مع حكومة الرئيس باراك أوباما، إذا فازوا بغالبية مجلس النواب أو مجلس الشيوخ.
وتمكّن مرشحون ديموقراطيون من تضييق الفجوة مع منافسيهم الجمهوريين قبل 13 يوماً من الانتخابات النصفية، مما زاد من حدة السباق الانتخابي الذي يعوّل عليه الجمهوريون لاستعادة السيطرة على الكونغرس، بينما يأمل الديموقراطيون أن تبقى لهم سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ.
ويرى محللون، أن «المكاسب غير المتوقعة لمرشحين من الجانبين تشير إلى أن الأيام الأخيرة من المعركة الانتخابية يمكن أن تكون متقلّبة مثل أي دورات سابقة». وتظهر المعلومات الخاصة بالحملات الانتخابية أن الديموقراطيّين ممن كانت حظوظهم ضئيلة فى السابق، بمن فيهم النائب جو سيستاك، في ولاية بنسلفانيا، والسيناتور مايكل بينيت، في ولاية كولورادو، قد تمكّنوا من إحراز تقدم أمام خصومهم الجمهوريين فى بعض استطلاعات الرأي.
في الوقت نفسه، تقدّم مرشحون جمهوريون من بينهم، دينو روسي في واشنطن، وكارلي فيورينا في ولاية كاليفورنيا، بشكل أكبر في استطلاعات الرأي، بعدما أظهرت الاستطلاعات أنهما تراجعا أمام منافسيهما من الحزب الديموقراطي. وهو ما يعني أن أنصار الحزب الذين قد يكونون متردّدين فى بداية الحملة، يعودون لاحقاً إلى المرشحين مع اقتراب يوم الانتخابات، وأن أرقام الاستطلاعات المتأرجحة تعكس أيضاً رد فعل ناشطي الحزب كلما اقترب الجانب الآخر من تحقيق تقدم.
من جهتها، قالت الباحثة السياسية لارا براون، إنه «كلّما شهدنا تقدماً في اتجاه واحد، أعطى ذلك دفعة للحزب المنافس».
وكانت استطلاعات الرأي قد رجحت تمكّن الجمهوريين من تحقيق مكاسب تعيد إليهم السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ التي فقدوها عام 2006.
من جهته، الرئيس أوباما وكبار مساعديه كثّفوا من جهودهم في الأيام الماضية لحشد الناخبين خلف مرشحي الحزب الديموقراطي، أملاً في الاحتفاظ بسيطرة الحزب على الكونغرس بمجلسيه لتوفير الدعم الذي يحتاج إليه الرئيس لسياساته.
وإذا تمكّن الحزب الجمهوري من السيطرة على الكونغرس، فسيكون بمقدور أعضائه التصدي لأي مشروعات قوانين يسعى الرئيس أوباما إلى إقرارها عبر وقف هذه المشروعات أو ممارسة حق النقض عليها.
أما أحدث استطلاع أجرته مؤسسة «زغبي انترناشيونال»، فقد بيّن وجود انقسام بين الناخبين بشأن ما إذا كان سيكون من الأفضل أن يتساوى الطرفان أو يسيطر الديموقراطيون على الكونغرس والرئاسة.
وأشار الاستطلاع أيضاً إلى أن 53 في المئة الناخبين المحتملين قالوا إنهم مستعدون لتغيير مسار سياسات إدارة أوباما، بينما قال 54 في المئة إنهم يعتقدون أن الغالبية الجمهورية ستقترح حلولاً جديدة.
وقال جون زغبي، إن هذه البيانات تمثّل «توقعات مضطربة جداً لنجاح الحكم بعد الانتخابات»، نظراً إلى وجود انقسام وتحزب.
وأضاف «يرى نصف عدد الناخبين أن تساوي الكفّتين أفضل للسماح لأوباما والديموقراطيين بمزيد من الوقت لتطبيق سياساتهم مع مرور الوقت»، وأنه «في ضوء الآراء القوية للمستقلين بشأن هذه المسائل، يبدو أنه لا توجد مساحة وسط للعديد من السياسيين الذين قد يسعون إلى اتّباعها».