بين التمرد في الإكوادور والانتخابات في البرازيل، ضاعت الانتخابات المناطقية والبلديات في البيرو التي دلّت على تغييرات مهمة قبل ستة أشهر من موعد الرئاسيات
بول الأشقر
زادت نتائج الانتخابات المناطقية والبلدية في البيرو من الضبابية التي تحيط بالانتخابات الرئاسية المحددة في نيسان المقبل، وعبّرت عن نمو لافت ومحيّر للاتجاهات المناطقية التي فازت برئاسة 20 منطقة على الأقل من أصل 25 منطقة، حسبما قدّرت الأحزاب الوطنية، وخصوصاً تلك التي لها مرشحون رئاسيون.
النتائج مخيّبة لكل أحزاب البيرو من دون استثناء. فحزب «أبرا» العريق والتاريخي (حزب الرئيس آلان غارسيا) مُني بهزيمة نكراء لم تترك له إلا منطقة واحدة.
لكن «محلية» اللوائح التي فازت أو الذاهبة إلى الدورة الثانية في 8 مناطق، تؤكد صعود وعي «مناطقي» على حساب وعي «وطني»، إلا أنها لا تسمح باستخلاص عبر سياسية لما قد يحدث في الأشهر المقبلة. والصورة نفسها تنطبق على مجالس الأقضية الـ135.
وقبل ستة أشهر من الانتخابات العامة، ألّف الرئيس غارسيا حكومته الأخيرة. وقبل أيام من تبديل الحكومة، أرسل غارسيا مشروع عفو في قضايا حقوق الإنسان قد يستفيد منه شخصياً وأيضاً الرئيس ألبرتو فوجيموري المعتقل حالياً. إلا أن ضجيج ردود الفعل جعله يسحبه بالخفة نفسها التي كان قد تقدم به.
لعل إحدى الإشارات، أن أعرق حزب في البيرو قد يعيش أفولاً كئيباً، وهو عجزه عن تقديم مرشح للرئاسيات المقبلة. عام 1985، صار «الشاب الواعد» غارسيا رئيساً للجمهورية، إلا أن انهيار الاقتصاد في عهده فتح الباب عريضاً لصعود ظاهرة «الفوجيمورية». لكن «السياسي المحنك» عاد من المنفى مع سقوط هذه الأخيرة عام 2001 ونجح في الوصول مرتين إلى الدورة الثانية على حساب مرشحة اليمين الأصيلة، لورديس فلوريس، بفارق طفيف.
وإذا فاز الرئيس السابق ألخندرو توليدو، عام 2001 لتحاشي وصول غارسيا، فعام 2006 فاز غارسيا لتحاشي وصول أونتي هومايا القريب من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.
وتدل استطلاعات الرأي، التي قد تتغيّر حتى نيسان، عن تقدم كيكو ابنة فوجيموري وعمدة ليما السابق لويس كاستانييدا، وعلى مسافة منهما توليدو والقومي اليساري هومالا.
الحدث الآخر المهم، هو فوز اليسار للمرة الأولى بعد 35 عاماً في بلدية العاصمة ليما، حيث يقطن ثلث الناخبين. ومع أن النتائج الرسمية لم تعلن بعد نتيجة الطعن في محاضر 20 في المئة من الأقلام، تجمع الآراء على أن مرشحة «القوة الاجتماعية»، سوزان فيلاران، قد فازت بفارق ضئيل على مرشحة الحزب الاجتماعي الديموقراطي اليميني، لورديس فلوريس. وتنتمي فيلاران إلى ما يسمّى «اليسار الحديث»، الذي يريد مرشحاً خاصاً باليسار في الرئاسيات بدلاً من الاكتفاء بتأييد هومالا كما يروّج اتجاه آخر.