أنبأ الهجوم العدواني الذي شنّته الميليشيات الاستيطانية على بلدة حوارة والقرى القريبة منها، بأن هذه الميليشيات باتت تعتقد أنها مطلَقة اليد في ممارسة عربدتها في الأراضي المحتلّة، مُحفَّزةً بما تتلقّاه من قوى «الصهيونية الدينية» المسعورة، والتي وصلت فاشيّتها إلى حدود الدعوة إلى إبادة بلدات فلسطينية برمّتها. والظاهر أن هذه القوى تجد أن الاستمرار في تعبئة المستوطِنين وتحريضهم وتسليحهم وتوفير الحماية لهم، سيخلق الظروف الملائمة لإنفاذ مشروعها الإحلالي، الهادف إلى اقتلاع الفلسطينيين، وابتلاع ما تبقّى من أرضٍ لهم، وهو ما يعمل عليه بلا هوادة، خصوصاً، بتسلئيل سموتريتش، الذي نُقلت إليه أخيراً صلاحيات من وحدتَي «الإدارة المدنية» و«تنسيق أعمال الحكومة»، بما يعدّ خطوة جديدة على طريق ضمّ الضفة الغربية. وإذ يبدو بنيامين نتنياهو، طوعاً أو كرهاً، أسير إرادة الفاشيين، فإن المخاطرة التي يمضي بها هؤلاء تنذر بانفجار كبير على امتداد الأرض المحتلّة، لن يبقى قطاع غزة بمعزل عنه، ولا شيء يضمن أن تظلّ نيرانه محصورة بفلسطين، على رغم إرادة الأميركيين تنويم هذه الأخيرة والارتياح من «همّها»، أقلّه إلى حين