ستغيّر الحكومة اليمينية الجديدة طبيعة المعادلة في الداخل المحتلّ
وإلى العمليات الفدائية، كان ملاحَظاً مدى الاستهداف الإسرائيلي لمنطقة النقب، والتي تشهد مواجهات دائمة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. ويبدو أن هذا الاستهداف سيتحوّل إلى مواجهة مفتوحة تهدف سلطات العدو من ورائها إلى طرد العرب من أرضهم والاستيلاء عليها لمصلحة الاستيطان، وهو ما يُتوقّع أن يُفتح على مصراعيه خلال الفترة المقبلة مع تشكيل حكومة الاحتلال اليمينية، نظراً إلى الأهمية التي يوليها اليمين المتطرّف، وتحديداً بتسلئيل سموتيرتش وإيتمار بن غفير، لمشاريع الاستيطان في النقب، علماً أنهما اشترطا على نتنياهو تولّي مسؤولية ذلك الملف. ويسود إسرائيلَ قلق من تداعيات ما يجري في النقب على الوضع الأمني، إذ بثّت وسائل الإعلام العبرية، أخيراً، مقاطع مصوَّرة لفلسطينيين من سكّان النقب وهم يتدرّبون على إطلاق النار في الصحراء ويقودون مركبات رباعية الدفع، معتبرةً ما تَقدّم «مؤشراً خطيراً».
ستعمل الحكومة اليمينية الجديدة على تغيير طبيعة المعادلة في الداخل المحتلّ، بخاصة وأن بن غفير الذي سيكون أحد أركانها نجح في تشكيل ميليشيات مدنية مسلّحة - وتحديداً في النقب -، على قاعدة: «إذا شعرْت بالخطر، اقتل... الأمر بسيط»، وهي الخطوة التي بادر إليها منسّق حزب «عوتسما يهوديت» في النقب، ألموغ كوهين، في تشرين الأول 2021، حين شكّل ميليشيات مسلّحة بهدف «حماية سكان الجنوب من الجريمة المستفحلة». وتَنظر المؤسّسة الأمنية بتوجّس كبير إلى احتمال انفجار الأوضاع الأمنية في المدن والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتلّ في أيّ مواجهة قريبة، وهي تدرك، بحسب محلّلين، أن ذلك الانفجار واقع من دون شكّ، وأنه سيكون أقوى وأعنف من «هبّة القدس» عام 2021.
ولعلّ أكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن يتمّ توجيه مئات آلاف قطع السلاح المنتشرة في أوساط الفلسطينيين في الداخل إلى عناصر الشرطة والجيش في أيّ مواجهة، لأن ذلك يعني وجود جيش صغير، سيُلحق خسائر فادحة بقوات العدو، بخاصة وأن محاولات الاحتلال إغراق البلدات الفلسطينية بالمخدرات والسلاح والجريمة، لم تنجح في تحييدها عن قضيّتها، وما أحداث اللد، عام 2021، إلّا مثال على ذلك. وقد عبّر ضابط الشرطة الاحتياط، مسؤول لواء الجنوب السابق، أوري بار ليف، في 7 كانون الأول الماضي، عن تلك الخشية، قائلاً إن «أحداث أيار 2021 تُعتبر تجربة مصغرّة فقط عن المتوقّع حدوثه خلال الفترة المقبلة من تفجُّر للأوضاع في المدن المختلَطة ومن دون سابق إنذار». وحذّر بار ليف من أن «المواجهات التي شهدتها المدن المختلَطة كانت عبارة عن مقدّمة للسيناريو الأسود الذي تتوقّعه الشرطة حال اشتعال الأمور من جديد، حيث يُتوقّع تنفيذ فلسطينيّي الداخل عمليات دامية خلال مواجهات مستقبلية».