اتّهم الرئيس الأوكراني روسيا بالرغبة في «تدمير» منطقة الدونباس تماماً
ولحماية «جمهوريَتي الدونباس» المعترف باستقلالهما من قِبَل روسيا، يرى خبراء أنه لا بدّ من إحكام السيطرة على كلّ المنافذ البحرية، ما يعني السيطرة على ميكولاييف وأوديسا جنوباً، ومحيط خاركيف وضواحيها في شمال أوكرانيا الشرقي، مع احتمال إعادة إحكام السيطرة على تشيرنيهيف مجدّداً لمنع مواصلة استهداف العمق الجغرافي الروسي كما حصل ويحصل عبر القصف المدفعي بالهاون على مديات لا تزيد على 10-12 كيلومتراً داخل الحدود الروسية، أو تسلُّل مسيّرات أو مروحيات أوكرانية لاستهداف بنى استراتيجية روسية كما حصل في بيلغورود حين تمّ قصف خزانات الوقود الحيوية لدعم القوات الروسية في المعركة.
وشكّل استهداف المدمّرة الاستراتيجية الروسية، «موسكفا»، منعطفاً محوريّاً في تحديد استراتيجية مسار العملية العسكرية الروسية. فموسكو تدرك، بحسب آراء عديد من الخبراء العسكريين، أن دولاً في «الناتو»، في مقدّمها الولايات المتحدة وبريطانيا، تقفان خلف العملية التي لا يزال الغموض يشوب تفاصيلها. وإذا صحّت الرواية الأوكرانية عن أن المدمّرة استُهدفت بصاروخ أوكرانيّ الصنع، فهذا غير ممكن من دون دعم منظومات سلاح التشويش والرصد والتوجيه الراداري المتوفرة فقط لدى جيوش «الناتو» وقطع البحرية الأميركية والبريطانية المرابطة في المنطقة. فالبارجة الروسية وكلّ القطع البحرية الموجودة ضمن تشكيلات أسطول البحر الأسود لديها القدرة على صدّ الصواريخ التقليدية وتدميرها، إلّا إذا كان الاستهداف قادراً على تخطّي القدرات الدفاعية أو استغلال ثغرة عدم تفعيلها خلال وقت قصير، وهذا ما حصل. كما وردت معلومات غير رسمية تفيد بأن الصاروخ أو الصواريخ المستخدَمة في هذه العملية، بريطانية الصنع.