أنبياء، وأيقونات وطنية وتصنيفات كثيرة أخرى مرّت عليها صورة المثقف العربي. في دراساتها ومقالاتها، انصرفت الأكاديمية والباحثة اللبنانية زينة الحلبي إلى تفكيك هذه الصورة في أعمال أجيال مختلفة من الكتاب والفنانين العرب، على ضوء حقبات بارزة في التاريخ السياسي. هكذا كتبت عن انتحار المثقف متمثلاً في بطل رواية ربيع جابر «رالف رزق الله في المرآة»، والبطل الفدائي في أعمال جبرا ابراهيم جبرا، والناصرية ونقدها بين أم كلثوم وأحمد فؤاد نجم وآخرين... في كتابها الأوّل The Unmaking of the Arab Intellectual: Prophecy, Exile and the Nation، الذي ستصدر نسخته الثانية عن منشورات «جامعة إدنبرة»، في الأول من أيار (مايو) المقبل، تواصل الحلبي بحثها.
تتبع صورة المثقف العربي المعاصر في السينما والأدب منذ التسعينيات حتى اليوم. ترصد الأستاذة المساعدة في الأدب العربي في «جامعة نورث كارولاينا»، التغيرات التي طرأت عليها، في محاولة لفهم العلاقة المتطوّرة بين الجمال والسياسة في عصر ما يسمى «ما بعد السياسي» في الأدب والثقافة المعاصرين. أعمال أدبية وسينمائية متعددة تلجأ إليها الحلبي في بحثها. من خلالها، تتوقّف عند نموذج المثقّف في كتابات الياس خوري، وإدوارد سعيد، ومحمود درويش وجرجي زيدان، لتصل إلى تشرّد هذا النموذج واختلاف حضوره لدى الجيل المعاصر مثل ربيع جابر، وراوي الحاج، وإيليا سليمان، وصبا الحرز ورشيد الضعيف وغيرهم. علماً أن الحلبي تعمل على كتابها الثاني Excavating the Present: History, Power, and the Arab Archive الذي يرتكز إلى حضور الأرشيف في الأدب العربي المعاصر.