الخرق الكبير الذي حققته قوات الاحتلال السعودية والإماراتية في مدينة عدن، أتاح لها ومعها المجموعات المسلحة التوغل في نقاط رئيسية عدة، والإمساك بمرافق أبرزها المطار. وتستمر المعارك الضارية (المستمرة منذ فجر الثلاثاء حتى أمس) بين اللجان الشعبية والجيش ومجموعات العملاء، خصوصاً أن الغزو يستهدف السيطرة على منطقة المعاشيق حيث يوجد القصر الرئاسي ومنطقة شعب العيدروس، في محاولة لاختراقها بالكامل واحتلالها والسيطرة على المرتفعات الجبلية المطلة على كامل مديرية كريتر.
وفي ضوء ما حصل، يمكن إعادة رسم خريطة توزع القوى العسكرية على كامل محافظة عدن، وفق الآتي:

الجيش واللجان الشعبية:

ابتداءً من مديرية دار سعد، ثم منطقة مصعبين مروراً بالمنطقة الخلفية لمدينة الشيخ عثمان ومنطقة الممدارة وملعب 22 مايو، وصولاً إلى منطقة العريش، وهي مناطق استراتيجية توفر الحماية من الطيران المعادي، وتمنع أي اختراق خلفي لكونها، تتمتع بحماية خلفية تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية. وهي مناطق تمتد من أقصى محافظة لحج حتى نهاية محافظة عدن. كذلك يوفر الوجود العسكري للجيش واللجان الشعبية التواصل المباشر بالقوات المرابطة في محافظة أبين.
وتتمركز قوات الجيش واللجان الشعبية أيضاً في شارع الرباط ومنطقة جعولة ومنطقة البساتين امتداداً إلى بير أحمد ومنطقة الشعب، وهي مناطق واقعة في اتجاه منطقة الوهط التابعة لمحافظة لحج. مع العلم أن قوات الجيش واللجان الشعبية تنتشر في مناطق متفرقة من مدينة المنصورة ومدينة القاهرة، وهي تسيطر على غالبية الأحياء هناك.

تعتمد قوات الغزو الإماراتية والسعودية على حشد من المجموعات المسلحة اليمنية

من جانب آخر، تسيطر قوات الجيش واللجان الشعبية على كامل مديرية المعلا وباستثناء مبنى المحافظة وثلاث بؤر صغيرة جداً. بالإضافة إلى السيطرة على كامل مدينة القلوعة التابعة إدارياً لمديرية المعلا.
ومع الغزو الأخير، لا يزال هناك وجود لقوات الجيش واللجان الشعبية في أجزاء من مديرية التواهي، مقابل سيطرة قوات الاحتلال وعملائها على القسم الأكبر، مدعومة بقوة إسناد مباشر وناري من قبل البوارج الحربية السعودية والإماراتية. بالإضافة إلى المشاركة المباشرة لطائرات الأباتشي السعودية وطائرات عمودية فرنسية إماراتية.

قوات الاحتلال وعملاؤها:

تعتمد قوات الغزو الإماراتية والسعودية على حشد من المجموعات المسلحة اليمنية، وعناصر مرتزقة من دول أجنبية، وقد سعت الإمارات إلى بناء غرفة عمليات لجمع غالبية الفصائل المقاتلة معها، وهي تشمل:
1- مليشيات هادي، وهي مكونة من عدة محافظات، وأغلبية العناصر من محافظة أبين.
2 ـ الحراك الجنوبي المسلح.
3 ـ تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.
4 ـ اللجان الشعبية الجنوبية، التابعة لحركة النهضة السلفية التي يرأسها عبد الرب السلامي.
5 ـ اللجان الشعبية اليمنية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
6 ـ الجيش الوطني: وهو من جميع اليمنيين شمال وجنوب، وتشرف عليه السعودية والإمارات ويتكون من مرتزقة لا أهداف لهم غير المال.
وتمسك هذه المجموعات بإشراف وحضور قوات الاحتلال السعودي والإماراتي بالمناطق الآتية:
كامل مديرية البريقة، وتستعمل حالياً في عمليات الإنزال البحري للعتاد والمدرعات وغيره عبر ميناء الزيوت في البريقة، التي تستخدم أيضاً قاعدة خدمات لوجستية، ومنها تنطلق العمليات الهادفة إلى إسقاط قاعدة العند. إضافة إلى الطريق المؤدي إلى جولة كالتكس والخط البحري الخلفي للمطار ومديرية خور مكسر.
وتسيطر الفصائل المرتزقة على كامل مديرية خور مكسر، بما في ذلك المطار ومعسكر بدر ومعسكر النصر ومديرية الأمن العام.
أما تنظيم القاعدة، فهو بالتعاون مع جميع فصائله وتشكيلاته، له السيطرة العلنية على:
1 ـ مدينة إنماء السكنية بكامل منشآتها ومساحتها.
2 ـ منطقة المملاح حيث يوجد مجمع صناعي لإنتاج الملح، وهي منطقة واسعة جداً وتمتد حتى أطراف مطار عدن الدولي. بالإضافة إلى مجمع الخدمات الصناعية والنفطية، وفندق واستراحة تابعة للمدعو حميد الأحمر.
كذلك تمتد سيطرة الجماعات الإسلامية على هذه المنطقة من ملعب 22 مايو، حتى المنطقة الأمامية من منطقة العريش، وهي منطقة مقفلة أمام الجميع، وتوجد فيها استعدادات عسكرية كبيرة وترفرف فوقها أعلام القاعدة.