عندي حساسية خاصة في ما يتعلق بالتهييج حول مخيم اليرموك. لا أحتمله أبداً. فقد خبرنا كيف استخدم التهييج، خلال السنوات الماضية، من أجل زج المخيم في الحرب الأهلية السورية. المهيجون كانوا قناة الجزيرة والعربية والإسلاميين من كل صنف، ثم مقاولي الثورات القطرية بين الفلسطينيين. وقد نجح هؤلاء في زج المخيم في الحرب العبثية المجنونة، فانتهى الأمر إلى تدميره، وتدمير التجمع الفلسطيني في سوريا. لم يراع هؤلاء المهيجون وضع اللاجئين «الغلابا»، الذي لا سند لهم ولا ظهر، فوصلنا إلى نكبة فلسطينية جديدة، تحت (راية الثورات الموقرة!). نكبة من أجل قطر وحلفائها.
الذين هيجوا العالم في السابق حول اليرموك هم، بغالبيتهم، من ورطوه، أو ساهموا في توريطه، في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
واليوم لا أحتمل أن أسمع أصوات من ورطوا المخيم في الحرب الأهلية الدموية وهم يعيدون الكرّة من جديد. الأمر لا يحتاج إلى تهييج. لقد هيجت قناة الجزيرة وأتباعها بما يكفي، وهذه هي النتيجة أمامنا: دمار ويأس لا حدود لهما.
ما نحتاجه الآن هو الهدوء والبحث عن مخارج في مواجهة داعش ومن فتحوا الباب لداعش بعنترياتهم الثورية. الهدوء من أجل الحفاظ على البقايا فقط.
البقايا فقط يا خالد مشعل ويا قناة الجزيرة.
زكريا محمد
(كاتب فلسطيني)


لو كان لي أن أعيد كتابة اللغة لأسقطتُ تعبير «بغضّ النظر»، وخصوصاً حين يرِدُ في مواضعَ كهذه: «بغضّ النظر عن لقاء هبة طَوَجي بالمغنّية الإسرائيليّة، ومراسلاتِها معها، وصورِها معها، فإنّ صوتها رائع».
لمن يفكّر ويكتب هكذا أقول: «بغضّ النظر عن انعدام أيّ إحساس بالكرامة الوطنيّة لديك، فإنّ طقسَ اليوم جميل».
سماح إدريس
(كاتب لبناني)


من الناحية الأخلاقية المحضة التي لا علاقة لها بأي شيء آخر،
حين ترى أمامك جثة إنسان مقتول، وتفكر: هل أحزن لقتله أم لا؟ فاعلم أن مستواك الأخلاقي في الحضيض.
هذه ليست مثالية ولا شعراً. ففي الشعر ربما احتمل الموقف بعض الانفعال. ولكن كغريزة أخلاقية لا يحق لي أن أتردد في الألم لأي إنسان مقتول... وليذهب عماء العقل إلى الجحيم.
علاء الدين عبد المولى
(شاعر سوري)


رأيت رجلاً ناحلاً يترجم ما أسقطته المدن البعيدة
يقول إنّ أسماء الروايات أكثر شهوانية من نساء الجبال
وإنّ الملابس المصنوعة من الحرير
تئنّ في الليل
لذلك، يجمع ما تناثرمن عسل الخزامى
على أسرارها
حين يفرك شفتيه بتبغ الحروف
وكلّ صباح تلتقطه نادلة وجهها كثيرالأصباغ
تصنع من نصوصه شرائح متبّلة
وقصائد حلوة المذاق.
بثينة زغلامي
(كاتبة تونسية)