بحسب تقرير أعدّته وزارة الخارجية البريطانية، أصبح من الضروري تغيير خريطة السياحة حول العالم بسبب الهجمات اﻹرهابية التي شهدها عدد من الدول أخيراً. وفقاً للتقرير، إن الدول السياحية الأكثر عرضة لهجمات إرهابية هي تركيا، مصر، إسبانيا، ألمانيا، بلجيكا، فرنسا، تونس، الولايات المتحدة، إيطاليا، الدانمارك، اليونان، كرواتيا والبرتغال.وتحتل تركيا قائمة الدول الأكثر تعرضاً لهجمات إرهابية، خاصة بعد أن تلقت السياحة فيها ــــ التي تراجعت في أيار الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ 22 عاماً ــــ ضربة موجعة بسبب الاعتداءات التي استهدفت مطار أتاتورك في إسطنبول قبل أيام. في هذا الإطار، يشير خبراء إلى أن هذه الحادثة أصابت في مقتل بقية الموسم السياحي الممتد من أيار إلى آب، ما قد يؤدي إلى تغيير تصنيف تركيا التي كانت تُعَدّ الوجهة السياحية السادسة في العالم (تستقبل 50 مليون سائح سنوياً).

أوروبا في خطر

تؤكد الاعتداءات الإرهابية التي بدأت في فرنسا ثم انتقلت إلى بلجيكا والدانمارك وحملت بصمات التنظيمات الجهادية، أن القارة الأوروبية كلها مهددة، خصوصاً أنه منذ اعتداءات أيلول 2001، تعرضت أوروبا لعدة هجمات إرهابية كبيرة، أشهرها اعتداءا مدريد 2004 (191 قتيلاً) ولندن 2005 (56 قتيلاً).
ويوضح التقرير أن إسبانيا، وهي واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية عالمياً، ليست بعيدة عن الأعمال الإرهابية. فقد أكدت أجهزة الاستخبارات الإسبانية منذ أشهر عودة مئات الإرهابيين إلى بلدانهم في أوروبا، بعد تلقيهم تدريبات على الأعمال القتالية في سوريا والعراق. وأوقفت الشرطة الإسبانية جماعات اشتبه في قيامها بتجنيد أفراد للسفر إلى سوريا والعراق. واعترف بعضهم بوجود نية لتنفيذ هجمات في أوروبا.
اليونان بدورها ليست بمنأى عن الخطر الإرهابي، حيث اعتقل منذ فترة أربعة أشخاص بتهمة الإعداد لنشاط إرهابي في أثينا. أما ألمانيا، فقد لا تكون محصنة ضد الإرهاب، رغم أن السلطات والجهات الأمنية اتخذت تدابير احترازية، ولا سيما في محطات النقل والمباني العامة.
هذه المعطيات والتخوفات دفعت شركة "آي.بي.كيه" للاستشارات الدولية إلى إجراء استطلاع رأي شمل 50 ألف شخص من 42 بلداً. وأظهرت النتائج أن 15% من المشاركين فضلوا عدم السفر هذا العام. وتراجع النمو في عدد الرحلات الدولية بنسبة 3% في أيار 2016 مقابل 4.6% في الفترة عينها من عام 2015.

اللبنانيون لا يتأثرون

تشير الوقائع الحالية، وإن كانت مرحلية وقابلة للتغير في الأشهر القليلة المقبلة، سواء سلباً أو إيجاباً، إلى زيادة في أعداد السياح اللبنانيين إلى الخارج، ولا سيما إلى الوجهات القريبة. وتؤكد آخر الأرقام أن نحو 120 ألف لبناني يسافرون للسياحة سنوياً، فيما يصل هذا العدد إلى 200 ألف إذا ما احتسبنا الذين يسافرون لزيارة ذويهم في الخارج في هذه الفترة من العام، الممتدة من أيار حتى أوائل أيلول. وبحسب عدد من الخبراء، إن التخوف من السفر إلى بلد ما بعد تعرضه لحادث أمني يكون آنياً ولا يدوم لأكثر من أيام معدودة، وبالتالي لا يصل إلى درجة إلغاء حجوزات بنسب تذكر.
من جهته، أكد نقيب وكالات السفر والسياحة في لبنان، جان عبود، "أنّه منذ عام 2013، شكلت البلدان المجاورة مثل تركيا وقبرص ومصر، وتحديداً شرم الشيخ، عنصر جذب للبنانيين، ولا سيما ذوو الطبقة المتوسطة، بسبب الكلفة المنخفضة وكثرة العروض التي تقدمها المكاتب. ورغم حدوث بعض الأعمال الإرهابية في هذه الوجهات، إلا أن وضع سوق "charter" يُعَدّ مقبولاً، حيث سجل زيادة بلغت 30%، أي ما يقارب 115 رحلة أسبوعياً.
المدير المالي في شركة "تانيا ترافل" مروان ملاعب، يشير "إلى أن اللبنانيين لم يتأثروا كثيراً بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، لذلك لم ينخفض مجموع المبيعات بالمجمل كثيراً". ويوضح أن نسبة اللبنانيين الذين يسعون إلى قضاء عطلتهم في الخارج، خصوصاً في تركيا واليونان وقبرص وشرم الشيخ، ارتفعت بنحو 7%.
وقد أعدّ المجلس العالمي للسياحة دراسة أوضح فيها أن الإرهاب يقع في المرتبة الثالثة كأكثر العوامل السلبية المؤثرة في السياحة في العالم بعد الاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية. وكشفت الدراسة أن متوسط فترة انتعاش سوق السياحة في بلد تعرض لهجمات إرهابية تمتد بين ثلاثة وستة أشهر، وقد تصل إلى 13 شهراً. وتشير الدراسة أيضاً إلى أن القطاعات السياحية في منطقة الشرق الاوسط، ولا سيما تركيا ومصر، تستغرق وقتاً أطول للتعافي مقارنة بالأسواق الأوروبية، خصوصاً أن الوضع الأمني في هذه الدول لم يستقر، فيما تهديدات الهجمات الإرهابية لا تزال قائمة. فهل تتغير نظرة اللبنانيين ومقاربتهم في المستقبل؟




حساباتك على فيسبوك وتويتر... شرط لدخول أميركا

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بهدف مكافحة الإرهاب، اقترحت الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة أن تتضمن استمارات دخول الولايات المتحدة معلومات عن حسابات التواصل الاجتماعي.
ويسعى المقترح الأميركي إلى جمع معلومات أوفى عن المتقدمين للاستفادة منها في مكافحة الإرهاب، باعتبار أنه سيتيح إمكانات أكبر للتحقيق في تقدير هيئة حماية الحدود والجمارك. ويأتي المقترح في أعقاب تزايد نشاط الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت تحقيقات أمنية أن عدداً من منفذي الهجمات الإرهابية كانت لهم حسابات على تلك المنصات. إذ إن منفذَي هجوم سان برناردينو في كانون الأول الماضي تبادلا رسائل يشيدان فيها بالإرهاب، كذلك نقل قاتل الشرطيين الفرنسيين أخيراً هجومه عبر البثّ الحيّ في موقع "فيسبوك".