يبدو أن السلطات الأمنية المغربية لم تعجبها تغطية الصحافيين للانتهاكات التي يرتكبها رجال الأمن ضد المتظاهرين في شوارع المملكة. فقد بدأت أخيراً عملية استهداف الإعلاميين، إما بسبب ارتباطاتهم السياسية وإما بسبب مواقفهم المعارِضة. وأبرز ضحايا هذه الممارسات القمعية كان الصحافي منير الكتاوي الذي يكتب في أسبوعية «الوطن الآن». ورغم أنه كان يرتدي سترة الصحافة، اعتدى عليه والي الأمن في الدار البيضاء (أرفع مسؤول أمني في المدينة)، فضرب آلة تصويره بجهاز الاتصال اللاسلكي، بعدما كان يهمّ بتصويره وهو يصدر أمراً بالتدخل لقمع المتظاهرين في المنطقة.
ولكن يبدو أن المسؤول الأمني لم يكتف بذلك، فما هي إلا دقائق حتى انهال عليه عناصر من فرقة «الصقور» الأمنية بعصيّهم، ليُترك هذا الصحافي ملقىً على الأرض وقد كُسرت نظارته الطبية.
وروى الكتاوي تفاصيل هذا الاعتداء لصحيفة «كود» الإلكترونية: «أمر أحد عناصر الشرطة بعض «الصقور» بالاعتداء عليّ، قائلاً لهم: اضربوه، ولا تتركوا أثراً للضرب... فيما كان أحدهم يحاول نزع آلة التصوير مني بالقوة، وقد انهالوا عليّ بالضرب بأيديهم، في مختلف أنحاء الجسم. ولما فشلوا في انتزاع آلة التصوير، تقدم إليّ أحدهم بانفعال شديد، وضربني على وجهي، كاسراً نظارتي...».
إلا أن الكتاوي لم يكن الصحافي الوحيد الذي تعرّض للاعتداء في الفترة الأخيرة. الإعلامي الشاب عمر الراضي ـــــ وهو أيضاً عضو في «حركة 20 فبراير» ــــــ وجد نفسه مساء الأحد الماضي محاطاً بعناصر أمنيين. وبعد انتهاء المسيرات الاحتجاجية، أوقف هؤلاء الراضي في أحد الأحياء القريبة من البرلمان المغربي، وهدّده أحد المسؤولين الأمنيين بالقتل، حيث «أخبرني أنه سيكسر ظهري ويدفنني إذا شاركت مجدداً في نشاطات 20 فبراير»، يقول الصحافي الشاب لـ«الأخبار».
ولم يسلم مراسلو الصحف الكبرى من التهديد والقمع، إذ تعرّض مراسل يومية «الصباح» يوسف الجوهري لاعتداء في تطوان بواسطة هراوة سبّبت كسر عدسة آلة تصويره.
كذلك، فإن المخرج هشام عيوش الذي يُعدّ فيلماً وثائقياً عن «حركة 20 فبراير»، هاجمه «بلطجية» كسروا كاميرته خلال تغطية أحداث الأحد الماضي. وهو ما حصل أيضاً مع مجموعة من «الصحافيين المواطنين»، فصودرت آلات تصويرهم... منعاً لنقل الحقيقة.