يبدو أنّ منى أبو حمزة انتقلت من الشارع إلى البرلمان على شكل افتراضي هذه المرة، بعدما «قادت» حركة «بكّفي» في أيار (مايو) الماضي للوقوف عند حال الفقراء، في خطوة وصفت حينها بالسوريالية، نظراً إلى عدم إقناعها هذه الطبقة المسحوقة والمهمشة بأن المذيعة الأنيقة وزوجة رجل الأعمال ورئيس «تجمع شركات النفط» بهيج أبو حمزة، تقف إلى جانب قضاياهم وهمومهم مع بقية زملائها «المعتصمين». تظاهرة «البورجوازيين» هذه انتهت مفاعيلها وقتها.
وها هي المذيعة الجميلة تتحدث مرة جديدة باسم الناس من على منبر البرلمان اللبناني. هذا ما يظهر في الإعلان الترويجي للموسم الثاني من برنامج «حديث البلد» (53 ثانية) الذي ينطلق غداً على شاشة mtv. بعملية دمج بصرية وفنية، نرى منى في إحدى جلسات التصويت على منح الثقة للحكومة توجّه خطاباً باللغة الفصحى إلى النواب ورئيس مجلسهم نبيه بري. تقصّدت المذيعة أن تكون في قاعة البرلمان، ولو افتراضياً، في إشارة إلى أنّها تتبنى مطالب الناس. وهذا ما يحيلنا على الشعار الذي رفعته آنذاك في حملتها «بكفّي»: «الإيد اللي ما فيا تعيّش عيلتها... ما فيا تصوّت».
عدا التناقض الذي يتلقفه أي مشاهد في مقارنته بين طبيعة «حديث البلد» الترفيهي والطابع الرسمي الذي يفترض أن يعّم في المجلس النيابي، الملاحظ في خطاب منى أبو حمزة، اختصار حديثها بالكلام على «كل البلد» (كل فئات المجتمع) في استكمال واضح لما بدأته سابقاً. وهو الأمر الذي يتجلى في ختام خطابها الموجّه إلى رئيس المجلس، حين تقول: «دولة الرئيس، باسمي وباسم المشاهدين، أطلب المصادقة على موسم جديد من «حديث البلد»».
بعد إجماع النواب على إعطاء الثقة، ينهي بري جلسته المختصرة المفترضة بالتصديق على هذا «البيان» الذي يخصّ كل «إعلامي وسياسي وكاتب ورسام». كيف سيكون وقع هذا «البروموشن» على الموسم الجديد من «حديث البلد»؟ وهل سيؤتي ثماره ويقتنع الناس بها ممثلةً لهم ومتحدثة باسمهم، أم أنّها ستخسر رهانها ويصبح الإعلان الترويجي مجرد فقاعة صابون سرعان ما تختفي، ويجرّ وراءه الردود المنتقدة ذاتها التي طاولت الاعتصام الشهير الذي أقامته منى في وسط بيروت، والسخرية عينها التي ركزت وقتها على فخامة الملابس والحلي واختفاء صورة الرغيف الصغيرة بين ثناياها؟

«حديث البلد»: 21:30 غداً على mtv



امرأة... ناضجة

مقدّمة برنامج «حديث البلد» الذي يتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة، صنّفتها مجلة Ceo Middle East Journals ضمن النساء الأكثر تأثيراً في العالم من بين 100 امرأة عربية من حيث الجمال والذكاء والنضج «الساحر». حتى شهر نيسان (أبريل) 2012، استضاف برنامجها أكثر من 1150 ضيفاً، من مختلف المجالات. بدأت منى أبو حمزة مسيرتها من شاشة mtv في نيسان (أبريل) 2009 ضمن الوجوه الجديدة، وسرعان ما تحولت إلى «نجمة» تلفزيونية شهيرة. واليوم تستكمل حلقات الموسم الجديد من البرنامج من على الشاشة نفسها، فكيف ستكون الحلّة الجديدة؟ الجواب حتماً سيظهر غداً في الموعد الثابت لـ«حديث البلد».