أمضى إبراهيم الخوري 12 عاماً رئيساً لمجلس إدارة «تلفزيون لبنان»، انتهت رسميّاً قبل أيّام قليلة، بتعيين طلال المقدسي في المنصب بحكم من قاضي الأمور المستعجلة. تعدّ المرحلة التي أمضاها الخوري في موقعه هي الأطول بين كل المدراء العامين. بدأت عام 1999 واستمرت أكثر من 12 عاماً، وانتهت في تموز (يوليو) الحالي، تخلّلها إقفال التلفزيون الرسمي ثلاثة أشهر من شباط (فبراير) حتى 25 أيار (مايو) 2001. بعدما أعياه المرض، أجبر إبراهيم الخوري على التغيّب عن ممارسة مهماته في المحطة الرسميّة في الأشهر الأخيرة قبل أن يرحل أمس. ولد الخوري في 21 تموز (يوليو) 1936 في بلدة عين حرشا في قضاء راشيا الوادي في البقاع، وشاء القدر أن يرحل في الشهر الذي ولد فيه بعد 77 عاماً إثر معاناة طويلة مع المرض.
وإذا كانت صفة المدير العام هي التي عُرف بها الخوري، إلاّ أنه كان قبل ذلك مخرجاً في التلفزيون. ومن أوائل المخرجين الذين عملوا في المحطة مع باسم نصر وألبير كيلو. نفّذ عشرات الحلقات الدراميّة، مع أديب حداد المعروف بـ «أبو ملحم» من خلال المسلسل الشهير «يسعد مساكم»، الذي تناوبت على إخراجه مجموعة مخرجين، كما نفّذ مسلسلات أدبية وتاريخيّة منها «محاكمات أدبيّة» و«أديب وقصّة»، فضلاً عن تقاسمه مع الياس متى إخراج حفلات الزجل اللبناني عامي 1973 و1974، ومسلسلي «العائلة السعيدة» من بطولة نخبة من الممثلين منهم جورجيت صايغ، و«حنين في الليل» مع عبد المجيد مجذوب وجيزيل نصر، كما كان مخرج سهرة مباشرة على الهواء أحيتها «الشحرورة» صباح في «كازينو لبنان». وتوقف الخوري عن العمل الإخراجي، في مطلع الثمانينيات. لم يكن عمل الخوري مديراً عاماً للقناة الرسميّة أوّل عهده في العمل الإداري. عيّن مديراً للبرامج في «صوت لبنان» بين منتصف السبعينيات ومطلع التسعينيات، ثم في إذاعة «الشرق في باريس» منذ عام 1993، كما كان أستاذاً محاضراً في «الجامعة العربيّة» في بيروت مدة ثلاث سنوات تقريباً. ظلّ الخوري متربعاً على عرش «تلفزيون لبنان»، ولم يعيّن بديل له رغم أنّ ولاية رئيس مجلس الإدارة هي ثلاث سنوات، لكنّ الحرب على هذا المنصب بين الرئاسات الثلاث أجّلت أيّ خطوات إيجابية باتجاه المحطة.

تقام جنازة الراحل عند الثانية عشرة من ظهر يوم غد الثلاثاء في مطرانية الروم الكاثوليك طريق الشام ــ بيروت



بصمة في الإخراج

لم يطرح ابراهيم الخوري نفسه مخرجاً درامياً. كان عمله الإداري هو الأهم طيلة حياته، لكن شاءت الظروف أن يكون أول أعماله الدرامية مسلسل «حنين في الليل» من كتابة مطاع الصفدي. كتب العمل شهادة ميلاد الخوري مخرجاً، ونجوميّة الممثل الصاعد يومها عبد المجيد مجذوب. يرى الأخير أنّ هذه البداية بينهما كانت موفقة جداً. ويتذكره قائلاً «كان إنساناً على خلق»، لافتاً إلى أن تميّزه العملي كان في الإدارة أكثر منه في الإخراج. غير أن الخوري ترك بصمة مهمة في الإخراج، إذ نفذ المسلسل الشهير «الأخرس»، الذي حقّق نجاحاً محلياً وعربياً منتصف السبعينيات، وقام ببطولته الراحل إيلي صنيفر.