«أكيد في خدعة بالموضوع». جملة تردّدت على أفواه كثيرين خلال اليومين الماضيين بعدما قرّر رائد حبيب العدول عن قراره القاضي بإقفال مقهى «دو براغ» نهائياً الخميس الماضي (الأخبار 13/6/2013). لكنّ حبيب أكّد في حديث مع «الأخبار» أنّه «ليس في الأمر أي دعاية، لكنّني بكل بساطة رضخت لمطالب روّاد المكان ومحبّيه». وتابع رجل الأعمال اللبناني الذي شارك في تأسيس «دو براغ» عام 2005 قائلاً إنّه فوجئ بعدد كبير من الأشخاص الذين جاؤوا لزيارته في منزله قبالة الساعة السادسة عصر يوم الأربعاء الماضي: «وفد رايح، وفد جاية. بقينا نتناقش حتى منتصف الليل». وأضاف: «استسلمت أمام إصرارهم، رغم أنّ قراري كان حاسماً. جاء هؤلاء ليقولوا لي صراحة: ما بدنا ياك تسكّر».
وفيما شدد حبيب على أنّ تغيير رأيه جاء بعد وصول كتاب رسمي من المحامي ملحم نجم إلى المالك الأساسي يطلب فيه فسخ العقد، قال إنّ العامل الأساسي الذي ساهم في عدوله عن قراره نهائياً كان اتصالاً تلقاه مساء تلك الليلة من مدقق الحسابات الخاص بالشركة ميشال حلّاق أخبره فيه أنّه «غداً هناك تظاهرة فعلية داخل المقهى وأمامه لحثّك على التراجع عمّا تنوي فعله». أوضح حبيب أنّه في تلك اللحظة قلت لنفسي: «إذا رح توصل لهون منضلّ فاتحين»، وسأل ممازحاً: «إذا مجلس النوّاب مدّد لنفسه، ليش نحن ما منمدد؟».
لكن إلى متى سيستطيع «دو براغ» تحمّل الصعوبات التي تحدّث عنها حبيب سابقاً والمتمثلة في المنافسة العشوائية والرأسمالية المتوحشة وفوضى التراخيص، فضلاً عن قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة؟ «أعطينا المكان فرصة ثانية لفترة زمنية محددة. ويُفترض أن تظهر حقيقة الوضع بحلول نهاية الصيف» قال حبيب. وعمّا إذا كان سعيداً بما لمسه من دعم لـ«دو براغ»، لا يخفي الرجل تقديره لما حصل، لكنّه يقرّ بأنّه «شخصياً لست مقتنعاً بالقرار مئة في المئة، كلّنا يعرف لبنان جيّداً. بس إذا هنّي هيك بدّن، خلّينا نشوف شو بصير». وكانت إدارة «دو براغ» قد توجّهت إلى روّاده ومحبّيه عبر صفحته الفايسبوكية برسالة أمس تؤكد فيها استمرار المقهى في استقبال الزبائن «طالما استطعنا ذلك»، شاكرة الجميع على دعمهم. قد يكون ما رأيناه في اليومين الماضيين من «انتفاضة» مصغّرة للضغط على إدارة «دو براغ» مشهداً جميلاً يثبت أنّ تغيير واقع الحال ممكن بجهود جماعية. حبذا، لو أنّ ذلك يمتد إلى الأمور والملفات الأكثر أهمية وسخونة في لبنان.