القدس | لا يتوقف فيرمين موغوروزا (1963ــ الصورة) عن توجيه تحيّات إلى فلسطين. الفنان الإسباني أهدى بعضاً من أغانيه إلى الشعب الفلسطيني، واختار رام الله محطة انطلاق لجولته العالمية «لا مزيد من العروض 2013» في نيسان (أبريل) الماضي. هذه التحية نلمسها في وثائقي «حاجز الصخرة» (2009ــ 73 د) الذي عُرض أخيراً في «المركز الثقافي الفرنسي – شاتوبريان» في القدس المحتلة. الشريط الذي يُشارك موغوروزا في إخراجه مع مواطنهِ خافيير كوركويرا (1967)، يحتفي بتجارب موسيقية فلسطينية: من الراب إلى الأُغنية الشعبية.
الفيلم هو مسحٌ جزئي لخريطة الموسيقى الفلسطينية، ويعرض إنتاجها بغض النظر عن جودته، ما دامت جزءاً من موسيقى تضرب الحواجز والجدران. هكذا يبدأ بمشهد هبوط مروحية في رام الله تحمل جثمان محمود درويش الذي تسللت أشعاره إلى بعض أغاني الفيلم. نستمع إلى «أُمي» يُغنيها مرسيل خليفة بصوتٍ مشحونٍ بالحزن على رحيل رفيقه. وفي أحد شوارع اللد، يؤدي أطفالٌ برفقة أعضاء فرقة DAM أُغنية راب. ونتعرّف إلى مغني الراب أيمن الذي لجأ من غزة إلى رام الله. الشاب كان عضواً في فرقة Palestinian Rappers الغزاوية التي تشتت أعضاؤها. ومع الراب أيضاً، نستمع إلى صفا من فرقة «عربيات» في عكا.
أما «ولّعت» العكاوية التي اشتهرت أُغنيتها «لو شربوا البحر»، فتُحدثنا عن التهجير الذي يتعرّض له أهل عكا من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، وعن قصّة أُغنيتها «حُب ع الحاجز» التي كتبت على حاجز بيت لحم. المطرب مُثنى شعبان من جنين مهّد لأُغنيته الشعبية في الشريط بموالٍ جبلي. وفي أحد شوارع البلدة القديمة في نابلس، سيعزف حبيب الدّيك مقطوعة «مقاتل» على العود. أما في حيفا، فسنستمع إلى أُغنية «الملك عريان» الساخرة التي تؤديها فرقة «خلَص». ومن مخيم الدهيشة، نستمع إلى شادي العاصي، ثم الناصرة حيث نلتقي أمل مرقص في برنامجها الإذاعي «رُفع الستار». هكذا، يرفع موغوروزا الستار عن بعض التجارب الهامشية في الفن الفلسطيني.
وفي القدس القديمة، نزور مقر فرقة «صابرين» التي ستؤدي أُغنية «عن إنسان» من شعر درويش في الشريط. وفي النهاية، سيعزف الثلاثي جبران مقطوعة في ذكرى وفاة درويش. يبدو موغوروزا مصراً في فيلمه على توحيد أصوات فلسطين في شريط واحد، لكن سقطت منه تجارب غزّة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2009.