في المهجر، راكم الحرف، وعمل بائعاً متجولاً. تعلم الإيطالية وقرأ المسرح الذي شغف به منذ طفولته المغربية المنغرسة في التراب الحزين لمناطق لا تلتفت لها الكاميرات ولا السياسات الحكومية. حب التراب نفسه دفعه للعودة إلى الدار البيضاء، عاصمة المسرح المغربي حينها.
كان المسرح حينها في أوجه والفرق تتنقل بين المدن، وتجد لها جماهير غفيرة. التحق الشاب بـ»مسرح اليوم». التجربة كان يديرها عبد الواحد عوزري، وثريا جبران، ويشارك فيها آخرون صاروا لاحقاً نجوم التلفزة والسينما المغربية. التجربة صنعت مسرحاً جماهيرياً وصل صداه إلى كل بقاع المملكة. ولأنه عصامي، قبل بكل الأدوار في الفرقة «من كنس الخشبة إلى سياقة الحافلة التي كانت تنقل الممثلين إلى خارج البلد»، كما يؤكد في حوار سابق له مع مجلة «تيل كيل». بعدها،
ترك أفلاماً وأدواراً مسرحية كرّسته من أبرز نجوم الفن في المغربرسخ اسمه ضمن نجوم الفرقة في نهاية الثمانينيات قبل أن ينتقل للعمل إلى جانب الروائي والسيناريست يوسف فاضل في فرقة «مسرح الشمس». جاء التحول مع سنوات التسعينيات. عمل إلى جانب أبرز المخرجين المغاربة، وخصوصاً داود أولاد السيد مع فيلم «باي باي السويرتي» (1998). بعدها تنقل في أدوار مختلفة، وصوّر أفلاماً مع المخرج فوزي بنسعيدي مثل «ألف شهر» (2003)، و»يا له من عالم جميل» (2007) قبل أن يعود إلى التمثيل تحت إدارة أولاد السيد في فيلم «في انتظار بازوليني». كان حضوره صادقاً وطاغياً على الكاميرا، وهو يظل من قلة تقمصوا الأدوار ولم يؤدوها فقط. حتى لو تشابهت بعض الشخصيات التي كان يؤديها، خاصية «البدوية»، فإنه كان يجد لكل واحدة الإيقاع الذي يوافق مزاجها وتحولاتها داخل الحبكة الدرامية. دور البدوي لاحقه كثيراً، وآخر أدواره ضمن سلسلة «كنزة في الدوار» التلفزيونية التي كانت تعرض في رمضان. لكن أبرز أدواره في هذا الشكل كان مع «وجع التراب» لشفيق السحيمي. هذه السلسلة لاقت نجاحاً كبيراً في العقد الأخير. كان دائماً من أبرز الممثلين في التلفزيون منذ نهاية التسعينيات، وعمل إلى جانب فريدة بورقية في السلسلة التلفزيونية «دواير الزمان» (2000). ولأن الزمان يدور، فقد علم بسطاوي بمرضه مصادفةً قبل سنة حين كان يتبرع بالدم. كان مصاباً بمرض خبيث تسلل إلى جسده. مع ذلك، التزم بأدواره التي كان قد وقّع عقودها، ومثّل حتى الرمق الأخير، محافظاً على ابتسامته وبساطته كما يقول معارفه.