الرباط | تتواصل مشاكل الإعلاميين في المغرب، إذ استدعي أخيراً الصحافي علي أنوزلا ورسام الكاريكاتور خالد كدار إلى المحاكم في الرباط في اليوم نفسه، وكل واحد في قضية مختلفة. فقد قرّرت «محكمة النقض والإبرام» الأسبوع الماضي إعادة محاكمة خالد كدار في موضوع الكاريكاتور الذي رسمه أواخر عام 2009 عن مولاي إسماعيل ابن عم الملك محمد السادس. ونشر العمل في صحيفة «أخبار اليوم» التي يديرها توفيق بوعشرين. وكانت السلطات المغربية أغلقت «أخبار اليوم» في ذلك العام، وعرّضتها للملاحقة القانونية إثر نشرها الكاريكاتور، متهمة كدار بـ»الإخلال بالاحترام الواجب للأمير».
وتزامن الاستدعاء مع افتتاح «المنتدى الدولي لحقوق الإنسان» في مراكش يوم الخميس الماضي. وقال كدار لـ «الأخبار»: «هذه الخطوة مسيئة للبلاد، لأنّه تم تحريك الدعوى مجدداً تزامناً مع انعقاد المؤتمر الذي يدعو إلى الحريات».
وأضاف: «بعد أربع سنوات من الحكم، ما زلنا نشعر أن الأمير يطاردنا». رغم تصريحات كدار، إلا أنه بدا متشائماً وساخراً على عادته، وكتب على صفحته على فايسبوك واصفاً قاعة المحكمة: «بعد أربع سنوات المحكمة ما زالت هي هي، ولا شيء تغيّر كعدالتنا. القاعة السادسة ما زالت كما تركتها عام 2010. الحال تُبين أنه رغم كل اللغط والصياح على إصلاح القضاء، ما زالت العدالة بعيدة كل البعد، علينا انتظار قطار العدالة الذي فاتنا منذ زمن بعيد، لكن أظنّ أننا في هذا البلد ننتظر في محطة مهجورة لا يمرّ منها قطار».
وحدّدت المحكمة في نهاية جلستها موعداً جديداً لمحاكمة كدار وهو 22 كانون الثاني (يناير) المقبل.
ويعتبر كدار أول فنان كاريكاتور تجرّأ على السخرية من مولاي إسماعيل. من جهة أخرى، قرّرت محكمة الاستئناف في الرباط فتح ملف القضية التي رفعتها وزارة الداخلية ضد الصحافي علي انوزلا بتهمة «التعرّض لمؤسسة دستورية». ويعتبر أنوزلا «الصحافي المشاكس» الذي حوكم في أكثر من قضية، وقال: «إن القضية تعود إلى عام 2012 عندما نسبت إليّ تصريحات على مواقع إخبارية أعبّر فيها عن شكّي في وجود جهات أمنية وراء المواقع الإخبارية الصفراء التي تهاجمني. وقد أصدرت وزارة الداخلية حينها بياناً يردّ على تصريحاتي وينفي أن تكون للأجهزة التي تقع تحت إشرافها مواقع إخبارية».
وكانت مجموعة من المواقع الصفراء كالت جميع التهم للصحافي وحرّضت عليه بدعوى أنه يروّج للطروحات الانفصالية.