معركة في بلاط «هارون الرشيد»، وأخرى حول «ترجمان الأشواق» اتهامات واتهامات مضادة. مسلسلات خارج السباق الرمضاني، وأخرى تمكّنت من عبور خط النهاية كبضاعة صالحة للتسويق، إلا أن القصة في مكانٍ آخر، وهي أن الدراما السورية صارت منذ سنوات في موقع «الرجل المريض» تتناهشها ضباع المحطات الفضائية من جهة، وخياطو النسيج الممزّق، ومقص الرقيب من جهةٍ ثانية، إذ لن نجد مسلسلاً بقيد نفوس سوري خالص، سواء كمنتج محلّي، أم عابر للحدود. قصص «مشلّخة» يقوم الممثلون بتحسين أدوارهم فيها، في غياب الكاتب الدرامي إلا في ما ندر. كتّاب أميّون يخترعون حبكات بائسة، وشركات إنتاج يهمّها «مط» دور هذه الممثلة أو تلك، من اللواتي أدركتهن حرفة التمثيل فجأة، ولفظ عشرات الممثلين والممثلات خارج الكادر، بالإضافة إلى رقيب لم يغيّر بنود الممنوع والمسموح. البنود التي لم تعد صالحة للتداول منذ عقودٍ طويلة، فالمسلسل الممنوع هنا، مسموح هناك، والعكس صحيح. على أن أخطر ما في الامر هو تضييق السجال الثقافي حول الدراما وحسب، وتجاهل مصائب الفنون الأخرى، في إشارة إلى أهمية الثقافة الشعبوية وتعميمها بوصفها علاجاً لملايين المرضى. لا دراما سورية مهمة، من دون نكء دمامل الجسد المريض، وفضح أسباب المرض، باستقطاب كتّاب موهوبين وجريئين، وإلا فلنحيلها إلى الأرشيف لتسلية ربّات المنازل، وكفى شرّ القتال، ففي مثل هذا الاعتراف يعود الحق إلى أصحابه.