من «الاسم المستعار» إلى «ناستيا» و«لا مكان... لا وطن» باسم الحكيم
حالما خَفَتَ بريق الدراما المكسيكيّة التي شغلت الناس في العقد الماضي، بدأت شاشاتنا تبحث عن بديل لها لجذب الجمهور. وبعد برامج الألعاب والمسابقات، ثم «موجة» تلفزيون الواقع المستمرة حتى اللحظة، ها هي المسلسلات المدبلجة تعود اليوم بقوّة.
وفيما راحت mbc تهدد بأن الدراما المدبلجة قد تأخذ مكان الدراما المصريّة على شاشتها، إذا استمر نجوم القاهرة في المبالغة في أجورهم... بدأت بيع «سنوات الضياع» و«نور» إلى الفضائيات الأخرى (الأول تعرضه «الحياة مسلسلات»، والثاني على «الليبيّة»).
وبعد mbc، قرّرت «أبو ظبي» أن تكون أول من يشعل المنافسة بين الدراما العربيّة والدراما التركيّة المدبلجة في السباق الرمضاني، فأطلقت مسلسل «دموع الورد» (المستمر عرضه يوميّاً 21:30).
لكن العدوى سرعان ما انتقلت إلى القنوات الأخرى، وها هو المشهد يسجّل تحوّلاً كبيراً بعد شهر رمضان.
وفيما تستمر LBC بعرض الدراما المكسيكيّة «إيزابيلا» في الأسابيع المقبلة (يوميّاً 19:00)، تستعد المحطة لإطلاق حلقات المسلسل التركي «الاسم المستعار» (الجمعة والسبت 20:50)، المدبلج باللهجة العاميّة السوريّة أيضاً (تعرضه قناة «ليبيا الشبابيّة» يوميّاً). وتراهن mbc على مسلسلين أوّلهما «لا مكان... لا وطن» (يوميّاً 16:00)، والثاني «لحظة وداع» (يوميّاً 21:00 على mbc4). كما تدخل Otv المنافسة بشكل مختلف، إذ اتجهت إلى روسيا، لتعرض مسلسلاً مدبلجاً باللهجة المحكيّة اللبنانيّة بعنوان «ناستيا».
هكذا، تعود قصص الحب الملتهبة والفارغة من تركيا وروسيا والمكسيك، لتُغرق المشاهد في مواضيع تبتعد عن واقعه، وتلهيه عن قضايا اللحظة الراهنة. فمسلسل «دموع الورد»، يكمل الأحداث الدرامية المأخوذة عن رواية «حياة مريرة». ويروي العمل قصة حب مليئة بالصراعات والأحداث الدرامية بين عمار ونرمين اللذين يعملان في مهن بسيطة وتربطهما قصة حب، إلّا أنهما غير قادرين على الزواج بسبب وضعهما المادي. وسيفجّر ظهور الشاب الثري أيمن مزيداً من الصراعات الدراميّة، ويفرّق بين الحبيبين، وتقع نرمين في شباكه وتضطر إلى الزواج به. ما يدفع بعمّار إلى الانتقام. وبينما يضيء مسلسل «لا مكان... لا وطن» (34 حلقة)، على قصة حب تجمع بين صونيا والمهندس حسين، تنتهي بحمل البطلة خارج إطار الزواج... يدور «لحظة وداع» (94 حلقة)، حول «لال»، وهي أم لابنتين، تعيش في هناء مع زوجها الكاتب المعروف. تكتشف إصابتها بورم خبيث في المخ، وأنه لم يبقَ لديها سوى أيّام قليل لتعيشها مع ابنتيها. أما مسلسل «الاسم المستعار»، فيروي تجربة صحافيّة شابة تدعى «بيرنا»، تقحمها ظروف عملها في سبق صحافي عن جريمة قتل رجال المافيا رجل أعمال معروفاً. وتعيش بيرنا مع جدّها السياسي المخضرم، ووالدتها (صاحبة إحدى دور النشر). وفي ظل انهماكها في تحقيقاتها الصحافيّة وما تواجهه من مطبات ومشاكل، تتعرف إلى جاد، وهو الضابط المسؤول عن التحقيق في جريمة قتل رجل الأعمال، كما تتعرف على ابن القتيل، ما يجعل مشاعرها مرتبكة تجاه هذين الشابين.
ويبقى مسلسل «ناستيا» الذي تدور أحداثه حول قصة حب بين أندريه وناستيا (الثلاثاء والأربعاء والخميس 19:00 على Otv). فأندريه هو صاحب معمل نبيذ، يواجه مؤامرة من جانب أحد خصومه، فيما تحاول زوجته ناستيا إنقاذه من المصائب والمشاكل، وخصوصاً بعد أن يصبح مهدّداً بالإفلاس. العمل الروسي مدبلج بأصوات ممثلين لبنانيين بينهم إلفيرا يونس وميلاد رزق وغسّان اسطفان وروزي الخولي. وهنا، تخوض OTV تحدّياً عبر المجازفة بدراما روسية تُدبلج للمرة الأولى. كما تراهن على إعادة الاعتبار إلى «الأصوات اللبنانية» التي اشتُهرت مع المسلسلات المكسيكية، قبل أن يدخل ممثّلو سوريا السباق مع الأعمال التركية.
وسط كل ذلك، يبقى السؤال: هل ستوقع هذه الأعمال المشاهد في شباكها، ويبدأ البحث مجدداً عن «سر نجاحها»؟ والأهم، كيف ستواجه الدراما العربية هذا الغزو الجديد؟


على خطى تلفزيون لبنان

لم تعد الدراما المدبلجة باللهجة المحكيّة تقتصر على سوريا فقط. فلبنان الذي كان أول من أطلق المسلسلات المكسيكيّة المدبلجة مع شركة «فيلملي»، من خلال مسلسلي «أنت أو لا أحد» و«مهما كان الثمن»، يشترك في مغامرة مشابهة عبر شراء مسلسلات روسيّة ودبلجتها إلى اللهجة اللبنانيّة مع «ناستيا» (233 حلقة). وهو من إنتاج Otv وتنفيذ شركة Best of Production التي يمتلكها الممثل ميلاد رزق. وعلى رغم أن المشاهد اللبناني اعتاد مسلسلات مدبلجة باللغة الفصحى، كانت «فيلملي» قد قدّمت سابقاً على شاشة تلفزيون لبنان مسلسلاً مدبجلاً باللهجة المحكيّة، لكنه لم يأخذ نصيبه من النجاح. ولعل ما شجع الشاشة البرتقاليّة على خوض التجربة مجدداً، هو النجاح الكاسح للمسلسلات التركيّة المدبلجة.

«يا صديقي»


يسعى المنتج الخليجي رزاق الموسوي إلى تقديم مسلسل عربي _ تركي مشترك بعنوان «يا صديقي»، كتابة ضيف الله زيد. ورشّح لبطولته سلاف فواخرجي وسامر المصري (الصورة) وغازي حسين وهدى الخطيب مع نجوم أتراك اشتهروا في «سنوات الضياع» و«نور»