عثمان تزغارترغم أنها لم تتجاوز الـ 25، إلا أنّ غولشيفته فرحاني هي من نجمات السينما الأكثر تألقاً في إيران. كانت موعودة للنجومية العالمية، بعد تألقها في دور الممرضة عائشة التي يقع ليوناردو دي كابريو في غرامها في فيلم «أكاذيب دولة» (راجع ص 18). لكن السلطات الإيرانية كان لها رأي مخالف. ففي نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي، مُنعت غولشيفته (ومعناها بالفارسية: عاشقة الورود) من السفر إلى نيويورك للتفاوض على مشروع هوليوودي ثانٍ، اقتُرح عليها، بعد ظهورها الناجح في فيلم ريدلي سكوت. وها هي تُمنع ثانية من مغادرة إيران للمشاركة في حملة الترويج العالمية لـ«أكاذيب دولة»، بحجّة أنّها لم تحصل مسبقاً على تصريح وزارة الثقافة الإيرانية الذي أصبح شرطاً مفروضاً على أي ممثل إيراني يريد الظهور في فيلم أجنبي. وتقول الممثلة الإيرانية الشابة إنّ قرار فرض هذا التصريح جاء كردة فعل على مشاركتها في هذا الفيلم، وتضيف: «رغم أنّ هذا التصريح المسبق لم يكن ساري المفعول، حين وقّعت عقد التمثيل في فيلم ريدلي سكوت، إلا أنني أدرجتُ في ذلك العقد بنوداً واضحة تتعلق بما لا يجوز لي القيام به في المشاهد التي أظهر فيها. ومن تلك البنود، مثلاً، أنني اشترطتُ أن أظهر دوماً بغطاء الرأس أو بباروكة، كما هو معمول به في السينما الإيرانية. لذا، لا أفهم لماذا كل هذا الهجوم عليّ، ولماذا يريدون منعي من السفر».
وكان موقع Tabnak المحسوب على الجناح الأكثر تشدّداً في النظام الإيراني قد شنّ حملة على غولشيفته، بسبب قبولها التمثيل في فيلم أميركي، وذلك في أول سابقة من قيام الثورة الإيرانية. وعاب على السلطات الرسمية عدم اتخاذها أي تدابير لمنع ذلك. ما دفع بوزارة الثقافة الإيرانية إلى إصدار قرار بفرض تصريح رسمي مسبق على أي ممثل إيراني يريد الظهور في فيلم أجنبي. وقد قوبل هذا القرار بالرفض من أغلب رموز السينما الإيرانية.
ويُذكر أن غولشيفته فرحاني تنحدر من عائلة فنية شهيرة. فوالدها هو الممثل والمخرج المسرحي بيهزاد فرحاني، وأختها شقايق فرحاني (36 سنة) ممثلة سينمائية معروفة، من أشهر أعمالها «ليلى» لداريوش مهرجاوي (1996). وقد نالت غولشيفته جائزة أفضل ممثلة في التظاهرة الدولية لمهرجان «فجر» الإيراني، سنة 1997. ثم حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القارات الثلاث في «نانت» (فرنسا)، عام 2003. وقد مثّلت على مدى عشر سنوات في ما لا يقل عن 18 فيلماً إيرانياً، تحت إدارة مخرجين بارزين، أمثال عباس كياروستامي («شيرين» ــــ 2008)، ورسول ملاّ غوليبور («ميم» ـــ 2007)...