محمد عبد الرحمنإذا كان الخلاف ما زال مستمراً بين النجوم والصحافيين في مصر على السرية التي تحيط الأعمال الفنية الجديدة، فإنّ الحياة الشخصية للفنانين ظلّت لفترة طويلة خارج هذا الخلاف. إذ رأى الإعلاميون أنّ أخبار الفنان الخاصة تندرج تحت إطار الخصوصية التي يجب احترامها رغم أنّ معظم الفنانين لم يجدوا مشكلة في اختراق خصوصيّاتهم. مناسبة هذا الحديث الذي غالباً ما يناقش بين الصحافيين، هي خطوبة مي الشريف ابنة النجمين نور الشريف وبوسي، والبلبلة التي رافقت هذه المناسبة.
اختار نور الشريف أن يقيم حفلة بعيدة عن الأضواء والصحافيين، وفضّل وجود مصور صحافي واحد هو سمير فقيه على أن يختارا معاً الصور التي يجب أن تصل إلى الصحافيين بعد الحفلة منعاً لأي شائعات أو أخبار مغلوطة. لكن يبدو أنّ ذلك أزعج عدداً كبيراً من وسائل الإعلام، وخصوصاً أن الأسماء الكبيرة والشهيرة التي حضرت الحفلة ـــــ وأبرزها الممثلة المعتزلة نورا، خالة العروس ـــــ أثارت فضول الصحافيين.
كلّ هذه العوامل دفعت جريدة «اليوم السابع» إلى شنّ هجوم على الشريف عبر موقعها الإلكتروني اعتمد على افتراضات مختلفة. أوّل هذه الافتراضات هو أنّ الممثل المخضرم أراد إجراء رقابة على الصور ونشر تلك التي تظهر علاقته الطيبة بزوجته السابقة بوسي. أما الافتراض الثاني، فهو عدم رغبة العائلة في نشر أي صور للفنانة نورا، بعد اعتزالها. ويبقى الافتراض الثالث الذي أثار موجة سخط على الموقع، هو منع تسريب أي صورة لأسرة العريس المذيع عمرو يوسف. وقد دفع هذا الاحتمال الأخير مجموعة كبيرة من قرّاء الموقع إلى الدفاع عن العريس ومكانته الاجتماعية، انتهت بإدارة الصحيفة إلى حذف الخبر واستبداله بخبر آخر.
وطبعاً يمكن أيّ متابع لهذه النقاشات أن يستنتج أن الافتراضات الثلاثة غير صحيحة. إذ إنّ علاقة بوسي ونور الشريف جيدة، وبالتالي لا حاجة إلى «فلترة» الصور التي تجمعهما قبل توزيعها على الصحافة. وفي ما خصّ تصوير «نورا»، فالحُجة أيضاً واهية لأنه سبق لبعض الصحف الأسبوعية أن نشرت لها صوراً بالحجاب، بعد اعتزالها. وأخيراً، فإنّ الافتراض الذي يتعلّق بعائلة العريس، اتضح أنّه بلا أساس، بعدما نُشرت صور عدة لها في الصحف. هذه الحادثة وقبلها خطوبة الإعلامية أنجي علي التي جرت بسرية مشابهة، فتحت نقاشاً كان قد بدأ بين الصحافيين والفنانين في المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق فيلم «أولاد العم». إذ اعترف يومها المخرج شريف عرفة بأنّه تأخّر في إبلاغ الصحافيين تفاصيل الشريط ما أدّى إلى الأزمة الشهيرة (راجع «الأخبار» عدد 853).
هل الحادثتان متشابهتان؟ طبعاً لا، وإن كان القاسم المشترك بينهما هو التعتيم واستبعاد الصحافة، وهو الموضوع الذي سيبقى طويلاً محطّ نقاش بين النجوم والإعلاميين.