زينب مرعيالمؤسسات والمبادرات المعادية للتطبيع مع إسرائيل، أو الداعية إلى مقاطعة الدولة العبرية ثقافياً وأكاديمياً، عادت إلى الضوء في لبنان، عشية انطلاق مهرجانات الصيف. الفكرة هي خلق مرصد للفنانين العالميين الذين يعتزمون زيارة لبنان، لحثّهم على مقاطعة إسرائيل، إذ ترى شريحة أساسيّة من الرأي العام اللبناني أنه ليس مسموحاً أن تكون بيروت المحطة التالية بعد تل أبيب، كما كان الأمر بالنسبة إلى فرقة «بلاسيبو» أخيراً، أو بعد إيلات كما سيكون الأمر مع Dj تييستو الذي قدّم أمس حفلته في إسرائيل، ويحيي اليوم أمسية في «مارينا ـــــ ضبيه»، ينظّمها جهاد المرّ.
هكذا، عقد «اتحاد الشباب الديموقراطي»، ومجلة «الآداب»، و«حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» (لبنان)»، و«الحملة اللبنانية لمقاطعة الصهيونية»، و«الطلبة السوريون القوميّون الاجتماعيّون»، وقطاع الشباب والطلاب في «حركة الشعب»، مؤتمراً صحافياً أمس في مقهى «ة مربوطة»، دعوا فيه إلى مقاطعة أمسية دي. دجاي تييستو. طالب المنظّمون بحق ممارسة المقاومة المدنيّة تجاه إسرائيل في مختلف المجالات، بما فيها المجال الفني. وأكدوا أنّ امتناع «بيكسيز» وكارلوس سانتانا، وU2 وغيرهم من الفنانين والفرق عن الغناء في إسرائيل، دليل على ارتباط الفن بالسياسة: تلك الحفلات تمثّل دعماً تحتاج إليه إسرائيل لمواجهة عزلتها العالميّة المتصاعدة بسبب سياساتها العدوانية.
المبادرة الأهليّة التي تحذّر من خطورة شقّ طريق غير مباشر بين بيروت وتل أبيب، من طريق الفنانين الأجانب، تدعو الجمهور مجدداً اليوم إلى إعادة بطاقات حفلة Dj تييستو. لكن أموراً كثيرة تغيّرت منذ أمسية «بلاسيبو». ازداد عدد المشاركين في حملات المقاطعة، وانطلق العمل على المسائل القانونية المتعلّقة بالموضوع، فتألّفت أخيراً «الهيئة الوطنيّة لدعم قانون المقاطعة اللبناني». خلال المؤتمر، تقدّم المحامي وسيم حسن بتوصيات إلى الجهات الرسميّة اللبنانية، منها تعديل «قانون مقاطعة إسرائيل» (1955) لتشمل «التعامل الثقافي والفني والأدبي» مع العدو، لا الاقتصادي فقط. كذلك أصبحت الحملة جزءاً من حملة دوليّة لمقاطعة إسرائيل، استطاعت أن تسلّم دي. دجاي تييستو رسالة، تشرح له جرائم إسرائيل وضرورة مقاطعتها. ورغم أنّ مدير أعمال Dj تييستو أكّد تسلم الفنان الرسالة، فقد أبقى الأخير على حفلته في إيلات. دي. دجاي تييستو لم يقاطع إسرائيل، ألا ينبغي لنا مقاطعته في بيروت؟