عندما سنصل إلى بغداد» تظاهرة ثقافية وفنيّة، ينظمها قصر «معهد الفنون الجميلة Bozar» في بروكسيل، لإحياء الذكرى الثانية لرحيل كامل شيّاع. تقتفي التظاهرة التي تنطلق في 26 أيلول (سبتمبر) المقبل رهانات شيّاع الثقافيّة. وستُعلن بادرة فريدة لـ«مركز الصحافة الأوروبية» الذي يتّخذ من بروكسيل مقراً له: إطلاق جائزة سنوية باسم كامل شيّاع. ومن المقرَّر أن تتوجّه الجائزة إلى الصحافيين العراقيين الشباب داخل بلدهم. وستُعلَن تفاصيل الجائزة وشروطها في إطار برنامج التكريم الذي يحتضنه «البوزار» العريق. ومن المحطات الأساسيّة ندوة بعنوان «بغداد عبر منظور معماري» بمشاركة المدير العام لـ«الإيكوم» (إيطاليا) منير بوشناقي. يسلِّط هذا الأخير الضوء على أهميَّة حفظ ممتلكات العراق الثقافية، في جزء من الحفاظ على الهوية الوطنية. من جهته، سيتولّى المعماري العراقي المعروف رفعت الجادرجي مناقشة الطابع المعماري للبيوت البغدادية التقليدية، ومدى استفادتها من أساليب العمارة الكلاسيكية، وعصر النهضة أو تقنيات الثورة الصناعية. المبدأ الأساس في هذا الصدد لا يقوم على خلفيات قوميّة أو دينيّة. بل هو محاولة إيجاد حلول لمشاكل محلية قائمة، تأخذ في الاعتبار البيئة والجمال في إطار احترام هوية المدينة.
في المقابل، يتتبع خالد السلطاني (مدرسة كوبنهاغن للفنون) فكرة الحداثة التي تجلّت غداة الحرب العالمية الثانية في العراق، وعبر نماذج مختارة من تلك الاشتغالات.
وسيكون الفن حاضراً بقوة عبر عدد من الأعمال منها: «منسيو المنفى» للمخرج والمصور الفوتوغرافي والسينمائي قتيبة الجنابي، وهو تجهيز فيديو يناقش المحنة الفكرية للمنفيين وهم يواجهون مصيرهم وحدهم. فيما يمزج تجهيز «كتاب السفر» للفنان العراقي المقيم في فلورنسا رسمي الخفاجي بين التأمل الشخصي لحالة المثقفين في البلدان الأجنبية، ومحنتهم في الاعتراف بهم. بينما يلتقط عمل «تمارين في الغياب» ليوسف الناصر المقيم في لندن، حضور الكاتب الراحل إلى مشغل الفنان فجأة.
وسيحضر معلّم المقام العراقي حسين الأعظمي ضمن هذه التظاهرة. المطرب العراقي المعروف، وأشهر الفنانين المعاصرين في أداء المقام العراقي، سيغنّي في اختتام اللقاء. تبقى الإشارة إلى أن محاور الاحتفاليّّة «معهد الفنون الجميلة»، من عمارة وفنون بصريّة ومقام عراقي، تلتقي كلّها عند شخصيّة كامل شيّاع واهتماماته الشخصيّة ناقداً ومتذوقاً، ومشاغله الثقافيّة.
www.bozar.be