تسرد الرواية الحياة المتسارعة والمضطربة التي تعرفها شخصية البطل ـــ الراوي كريسيتان مزاري، الايطالي من أصول تونسية. يتقن كريسيتان العربية، ويعمل مترجماً في محكمة باليرمو (جنوب إيطاليا). وذات يوم، تكلفه الاستخبارات باختراق جماعة مهاجرين من أصول عربية. المجموعة المشتبه بأنها تخطط لتنفيذ عمليات تفجير في روما، تتخذ من متجر «القاهرة الصغيرة» للاتصالات، في حي ماركوني، مقراً لها. «عشت في الحي حيث تدور الأحداث أربع سنوات، واستثمرت تجربتي الميدانيّة في الرواية». تسلِّط الرواية الضوء على شخصيات أخرى متناقضة في مساراتها، تجمع بينها سخرية القدر، مثل حنفي، التاجر المصري المتعدد الزيجات، والإمامين «سينيور حرام»، و«سينيور حلال»، وصفية أو «صوفيا» التي كانت تحلم أن تصير مصففة شعر، قبل أن يفرض عليها زوجها ارتداء الحجاب.
روايته «القاهرة الصغيرة» هي في الأصل أطروحة دكتوراه
أمّا روايته الجديدة «القاهرة الصغيرة»، فتحكي عن اتساع آفة «رهاب الإسلام» (الاسلاموفوبيا) والعنصرية تجاه العرب والمسلمين، في أوروبا إجمالاً، وإيطاليا على وجه الخصوص: «أحداث 11 أيلول (سبتمبر ) 2001، فرضت علينا واقعاً جديداً في أوروبا. صحيح أننا نعيش تحت وطأة العنصرية، لكن من الواجب الإشارة إلى أنّ ايطاليا، على غرار دول أوروبية أخرى، توفر هامش حرية المعتقد. وهذا الهامش أفضل بكثير مما هي عليه الحال في بعض الدّول العربيّة والإسلاميّة».
السينما، والأدب الايطالي، ومغامرات الحب، وتجربة استكشاف عوالم المافيا، عناصر اجتمعت في تشكيل الخيال الروائي لدى عمارة لخوص. فهو يعتبر نفسه حفيد محمد ديب، ومولود معمري، ورشيد بوجدرة، والطاهر وطار، ولا يخفي ولعاً بروايات ليوناردو شاشا (1921-1989) صاحب «كلمات متقاطعة» (1983). «تهتم الروايات البوليسية الكلاسيكية بالبحث عن الحقيقة»، يختم عمارة لخوص. «أما أنا فيعنيني، سرد أقدار الشخصيات، لا الإجابة عن التساؤلات».