الزهراني | يستمر مسلسل اكتشاف مواد غذائية فاسدة في السوق اللبنانية. فبعد العثور على لحوم وأجبان انتهت صلاحيتها منذ مدة، عثر أمس على كمية كبيرة جداً من الأسماك المبردة ملقاة في مكب بلدة أنصارية بين صيدا وصور، وفاحت رائحتها «النتنة» مزكمة الأنوف، ورجح أن يكون تجار أسماك قد تخلصوا منها فرموها تحت جنح الظلام في المكب، ودلت تواريخ العلب الموضبة فيها على انتهاء صلاحيتها منذ عامين. وعثر صيّادو طيور، أثناء ممارستهم لهوايتهم في صيد الخنازير البرية والطيور الكاسرة، على الأسماك الفاسدة بعدما اشتموا رائحة كريهة جداً، ليتبيّن لهم، أن ما يربو على طن من الاسماك بعلب كرتونية وبغيرها، رميت تحت جنح الظلام في مكب نفايات في أنصارية، وقد احتوت على أنواع فاخرة مثل «الفريدي، القريدس، والفيليه وغيرها»، وهي من نوعية الاسماك «المثلجة» المستوردة من الخارج، وانتهت صلاحيتها قبل عامين، كما دلت تواريخ دمغت على علبها. مواطنون أكدوا أن هذه الكميات بيع منها في الفترة الاخيرة بأسعار زهيدة، بعدما عدّل تجار في تاريخ صلاحيتها.

وأشار صيادو الاسماك في المنطقة إلى أن أسماكاً مثلجة تغزو السوق اللبنانية يكون مضى أشهر على صيدها في دول الاستيراد، مميزين بين سمك «مثلج» وآخر «مبرد»، إذ إن الأخير لا يمر على صيده إلا أيام قبل استيراده الى لبنان، ولا مشكلة في تناوله.
كذلك تمكّن رجال الجمارك في شعبة البحث عن التهريب، بتاريخ 10 آذار الجاري، من ضبط كمية 4702 كلغ مهرّبة من التنباك المعسّل ماركة «الفاخر»، وكمية 120 كلغ مهرّبة أيضاً من التنباك الأصفهاني كانت داخل مستودع في منطقة الكفاءات. بلغت قيمة هذه المضبوطات 240 مليون ليرة لبنانية. وقد جرى أيضاً ضبط كمية 27 ألف عبوة من الفازلين والعطور وقطع الصابون من ماركات مزوّرة. كذلك ضبطت هذه الشعبة بتاريخ 14 من الشهر الجاري كميات كبيرة من المواد الغذائية المعلّبة تبيّن أن صلاحيتها قد انتهت، وذلك داخل مستودع في منطقة المتن ـــ بياقوت.
وفي السياق، أكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن، في حديث إذاعي، «أن المداهمة التي حصلت لمستودع اللحوم في صبرا وشاتيلا التابع لشقيقين من آل الناطور ليست الأولى من نوعها، إلا أن حجم الكمية المضبوطة أدى إلى هذه البلبلة»، مشدداً على «أن المواد الفاسدة لا تقتصر على اللحوم، بل تتعداها الى الالبان والأجبان والبن والأدوية الزراعية والـChips». وإذ كشف عن إجراءات جديدة صارمة تعدّها وزارة الزراعة وستحدث صدمة للتجار، أشار إلى «أن وزارته، بالتنسيق مع وزارتي الاقتصاد والصحة، ستطالب كل من يستورد لحوماً من الخارج أن يعطي لائحة بأسماء الذين سيجري توزيع المواد عليهم». وأعلن عن حاجة كل فرد، إذا أراد امتلاك مخزن لحوم وأسماك، إلى رخصة مسبقة، لافتاً إلى «أن الوزارة ستطالب التجار أيضاً بالكشف عن صلاحيات البضاعة قبل أسبوع على الأقل من مدة انتهائها».
كذلك قال وزير الاقتصاد نقولا نحاس إنه «ضبط لغاية الآن 205 أطنان، ولبنان يستهلك في السنة 70 ألف طن من اللحوم، ومصلحة حماية المستهلك سيّرت حوالى 60 دورية في اليوم، ومنذ 3 أيام لم نعد نجد ما هو فاسد. هذا الموضوع لن يقف هنا، بل سيكون هناك مسح شامل لموضوع الطعام الفاسد، وستتخذ إجراءات وقانون لسلامة الغذاء، وستقام اجتماعات مكثفة لتنظيم المطاعم والفنادق». ووصف الأشخاص الذين يرسلون الرسائل القصيرة عبر الهاتف «بالمجرمين، لأنهم يتلاعبون بالسلامة الغذائية للناس، إذ يجب عدم التشهير بكل المطاعم لأنها ليست كلها متورطة في موضوع الفساد الغذائي»، مؤكداً أن «وزارة الاقتصاد ستأخذ الإجراءات وستضع تنظيماً وأسساً لكي لا يتكرر هذا الموضوع».