في مقابل هوس «البرستيج» و«الترند»، تزيد نسبة الصبايا المهتمات بتثقيف أنفسهن حول صحة الأم والطفل خلال الحمل والولادة، منهن أخصائية التغذية بتول منانا، التي كسبت التحدي وولدت طبيعياً. «العروس الجديدة» التي لم تبلغ الثلاثين، واكبت معاناة شقيقاتها وصديقاتها في الولادة القيصرية وتأثيرها السلبي، جسدياً ونفسياً على الأم والطفل معاً. لذا قرّرت العودة إلى عادات أمها وجدتها في النظام الغذائي والعملي، علّها تكسر «الوهم الذي يفرض على بنات جيلي بأن أجسامنا لا تحتمل الولادة الطبيعية».منذ صغرها، كبرت منانا على وقع التهويل من ألم الولادة. شقيقتها الأولى ولدت «شق» بعد انتظار ساعات للولادة الطبيعية. فيما شقيقتها الثانية، حدد لها الطبيب موعداً مسبقاً للولادة القيصرية لأن «حوضها ضيق». لكن «كيف يمكن الجزم بأن هذه الأم أو تلك لن تتمكن من الولادة الطبيعية الغريزية؟ وكيف كانت النساء يلدن في الماضي بالطريقة الطبيعية نفسها من دون أحكام مسبقة؟» تساءلت.
عندما حملت في آب 2021، «أردت أن أحتفظ بذكرى جميلة عن يوم ولادتي. التحقت بدورة علمية حول الولادة علمتني بأن كل جسم مؤهل للولادة الطبيعية. أما الحوض الضيق فلا يمكن تحديده قبل الولادة لأن عضلات الحوض تتوسّع أثناء الطلق». وضعت منانا برنامجاً رياضياً وغذائياً صحياً يمرّن جسدها على الولادة الطبيعية. وعند بداية الشهر التاسع، كثّفت ممارسة تمارين جلوس القرفصاء وصعود الدرج (...) وتناول التمر والأناناس (…). في رحلة التحضير للولادة الطبيعية، تلقت منانا دعماً من زوجها ومن طبيبتها النسائية، فيما تحفظت والدتها. حتى المستشفى التي اختارتها للولادة، كانت متحفّظة خوفاً من حصول مضاعفات خلال مرحلة الطلق. في يوم ولادتها، توجهت منانا إلى المستشفى عندما اشتد الألم. بالتنسيق مع الطبيبة والقابلة، كثفت حركتها ومشيها أثناء الطلق، لكنها طلبت الحصول على مسكّن للوجع. ومع اقتراب موعد الولادة، طلبت الطبيبة منها المشي وجلوس القرفصاء قبل أن تدخل غرفة الولادة وتلد طبيعياً كما أرادت. «انتهى الألم عندما نزلت يارا» أكدت منانا. «لم أكن مخدّرة، فاستطعت أن أحتضن طفلتي وأرضعها مباشرة عند ولادتها. وتنبهت بأن أطلب من المساعدين بأن يؤجلوا قص حبل السرة بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية لارتباطه بفقر الدم الذي يصيب الرضّع».