قطع أصحاب البسطات على كورنيش الميناء الطريق أمام قصر الرئيس نجيب ميقاتي بواسطة الإطارات المشتعلة وحاويات النفايات احتجاجاً على قرار إزالتها، صباح اليوم، من قبل بلدية الميناء، التي استعانت إلى جانب عناصر الشّرطة لديها لتنفيذ القرار بعناصر آخرين من قوى الأمن الداخلي جاؤوا للمؤازرة، في خطوة ليست الأولى من نوعها، إذ تتكرّر كلّ سنة مشاهد الكرّ والفرّ بين شرطة البلدية وقوى الأمن الداخلي من جهة وأصحاب البسطات من جهة أخرى، الذين يزيلونها مؤقتاً قبل أن يعيدوها إلى سابق عهدها بعد ذلك بأيّام، بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي الضاغط، وعدم إيجاد أيّ حلول جذرية لها.
خطوة إزالة البسطات جاءت بعد أيّام من جولة قامت بها القائم بأعمال بلدية الميناء المنحلّة إيمان الرافعي، التي اعتبرت حينها أنّ البسطات تحدث فوضى على طول الكورنيش وتشوّه منظره وتخرب منشآته، وأنّ زوّار الكورنيش وروّاده يشكون منها، وهو ما رفضه أصحاب البسطات الذين احتجوا على قرارها، وطلبوا منها ومن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسّام مولوي ومن ميقاتي «التراجع عن القرار».

وأكّد المحتجّون أنّهم «جماعة فقراء إذا لم نعمل لا نأكل، وكلّ بسطة تعتاش منها بين عائلتين و3. نحن لسنا مع الفوضى، ونؤيّد تنظيم عملنا. هناك طلبات رخص قدّمناها لدى البلدية لم توافق عليها، وإذا بقوا متمسكين بقرارهم إزالة البسطات عليهم أن يجدوا لنا مكاناً آخر، أمّا أن يقطعوا مصدر رزقنا وعيشنا بلا بديل فهذا أمر لن نقبل به أبداً».

وتساءل أحد أصحاب البسطات غاضباً: «ماذا نفعل لنعيش في هذا البلد. إذا وضعنا بسطة يلاحقوننا لإزالتها، وإذا هربنا في البحر يلاحقوننا. ليتركونا نعيش، وليستحوا على أنفسهم. ألا يعرفون أنّ الدولار تجاوز 40 ألف ليرة، وأنّ ربطة الخبز سعرها اليوم أصبح أكثر من 20 ألف ليرة؟».

وخلال الاحتجاج تلقّى أصحاب البسطات اتصالات من البلدية أبلغتهم أنّ الرافعي طلبت عقد لقاء مع لجنة مصغّرة منهم لمعالجة الموضوع، وهو ما أكّده أحدهم بقوله: «غداً سنذهب وفقاً للموعد، السّاعة العاشرة صباحاً، للقاء الرافعي، وبعدها لكلّ حادث حديث».

وكانت الرافعي قد وجّهت كتاباً في 4 تشرين الثاني الجاري إلى مراقب عام الشّرطة البلدية في الميناء، طلبت منه «بعدما سبق وتمّ نزع وتخريب بعض المنشآت الموجودة على الكورنيش البحري، التشدّد لمنع التعدّيات، وتسيير دوريات راجلة بصورة دورية، منعاً لأيّ تجاوزات قد تحصل، على أن تتمّ إزالة الطاولات والكراسي وألعاب الأطفال غير الآمنة المنتشرة بصورة عشوائية على طول الكورنيش، وإزالة المنشآت كافة حول المساحات الخضراء، ومن على السور الفولاذي وأعمدة الخشب والحديد التي تُستخدم كمقاهٍ، وفي حال عدم الاستجابة يمكنكم التنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصّة لإجراء المقتضى القانوني».