قصة العمل الأصلية مقتبسة عن قصة كوميكس كاملة Ciudad للفنان الأميركي أندي باركس. يحظى الفيلم بضجة كبيرة منذ طرحه بسبب وجود ممثل وسيم وماهر مثل كريس هيمسورث، وهذا ما جعل معظم النقاد يؤكدون على أن قوة الفيلم لا في مشاهدته ولا مؤثراته ولا عنفه الشديد، وإن كانت جيدة، لكن الأهم وجود هيمسورث وأداؤه، اللذان أضفيا على الفيلم «رغبةً أكبر بمشاهدته». حتى إن معظم النقّاد أشاروا إلى أنَّه لولا وجود «نجم» بحجم هيمسورث، لكان الفيلم قد حقّق نجاحاً، لكن ليس إلى هذا الحد أبداً. إحدى أهم مميزات العمل أيضاً دمجه ممثلين من جنسيات مختلفة فهيمسورث نفسه أسترالي، وبطلتا العمل جولشيفته فرحاني إيرانية وفرنسية، وأولغا كيرلينكو أوكرانية، وآدم بيسا تونسي فرنسي، وتيناتين كيتشفيللي وترونيك جوجريتشياني جورجيان، فيما إدريس البا بريطاني سوداني الأصل. هذا المزج تستسيغه شبكة البث التدفقي الأميركية، إذ إنه يوسّع دائرة مشاهديها، فضلاً عن أنه يخدم تطلعاتها الدائمة للتوسّع في أسواق جديدة لم تدخلها بعد أو لا يزال حضورها فيه ضعيفاً. القصة، كما الحبكة، لا إشكاليات كبرى فيهما، وخصوصاً أنّ مصدرهما قصة كوميكس سريعة ومحبوكة بشكلٍ جيد. وقد استخدم مخرج العمل (هو في الأصل مخرج «مجازفات») سام هارغريفز خبرته الكبيرة في هذا العالم، لتقديم فيلم غارق في تفاصيل حرفته، لكن كبداية في عالم الإخراج، يمكن القول بأنّ الفيلم ناجح يستحق المشاهدة. ويُذكر أن الناقدة هيلين أوهارا من مجلّة «امباير» أعطت الفيلم 4 من 5 في تقييمها لأنه «مسبوك ومصنوع بعناية كفيلم أكشن وإثارة سريع وقوي»، فيما أعطاه نقّاد موقع Rotten Tomatoes علامة 6.6 وهو تقييم جيد جداً بالنسبة إلى فيلم أكشن على هذه المنصة النقدية.
الشريط كناية عن ركض وصراعات وأسلحة ودمار وعنف
في الإطار عينه، يذكر أنّ المخرج الأميركي المعروف أوليفر ستون كان قد هاجم منذ مدة قصيرة هذه النوعية من الأفلام من خلال تعليقه على فيلم «جون ويك» بجزئه الرابع، حين قال «بأن هذه ليست أفلاماً، ولا صناعة سينما، هذه ألعاب فيديو، أو مشاهد مقصوصة ومرتبة بعناية حتى تصبح أشبه بفيديو كليب. هذه إهانة للحرفة ولصنعة الأفلام وللمخرجين الكبار وحتى عشّاق السينما والدراما». هذا النوع من الأفلام التي تقدمه نتفليكس وأخواتها هدفه الأساسي أن يقدم وجبة سريعة جاهزة تجذب الجمهور من دون حاجة إلى التفكير كثيراً أو الغرق في التفاصيل العميقة. إنها أفلامٌ مقصود أن ينساها مشاهدها بعد انتهائها حتى. فيلمٌ قائمٌ بكليته على الحركة والأكشن وجمال أبطاله، وضخامتهم، وعضلاتهم، وثيابهم الزاهية والتقنيات المصنوعة بواسطة الكمبيوتر، أو المجازفات المكلفة التي تزدهر في الفيلم. أفلام أشبه بالمنحوتات الإغريقية: أجسادٌ متناسقة شاهقة، وجوه شديدة الجمال، يُضاف إليها خيالٌ مدهش وسرعة وحركة، لا أكثر ولا أقل. تمتد هذه الأفلام على أجزاء من نوع Fast and Furious، ويمكن حتى أن تصنع منه فروعاً وأجزاء كثيرة ضمن القصة الأصلية أو حتى عن أحد أبطالها الجانبيين، وهو ما صرّح به أيضاً صنّاع فيلم Extraction بأنّهم سيصنعون أجزاءً بقصة مسبقة للجزء الأوّل، وأخرى حول أبطالٍ جانبيين شاركوا بطل العمل القصة الأولى. باختصار، ولو لم يعجب الفيلم نقّاد الأفلام الكبار، يبدو أنَّ الجمهور، كما النقاد «الجدد»، يظنون أن هذا النوع من الأفلام مناسب وجيد للعصر الحالي، كما المشاهد الحالي، الملول والسّئم الذي يبتعد تدريجاً عن مفهوم السينما وجوهرها.
* Extraction 2 على نتفليكس