رغم كلّ ما حصل، وما زال يحدث من خراب وتهاوٍ في سوريا، ثم خسارة البلاد جميع أوراقها تقريباً في صناعة الدراما، وهي الملمح الوحيد الذي سطع في البلاد منذ نصف قرن من الزمن وأكثر، إلا أنّّ بعض النجوم السوريين مصرّين على تقاذف الاتهامات وتبادل الشتائم والإمعان في المعارك الخاوية. آخر ما حرر حصل قبل أيّام، عندما أطّلت النجمة صفاء سلطان في برنامج «يا فيل يا ريل» (قناة «الجديد» مع طوني أبو جودة) لتقول بأن قليل الوفاء من بين زملائها كان النجم وائل شرف! سريعاً سيستلّ نجم «باب الحارة» خنجره الافتراضي، ويلاقي زميلته في واحدة من أحب الجبهات إلى قلبه أي منصّة التيك توك... هناك يمضي وقته في الآونة الأخيرة يتبارز مع صبية أحالتهم هذه المطارح إلى مشهورين، وسيعيد سرد قصّة عمرها فقط 14 سنة عندما أنتجت صفاء سلطان مسلسل «بعد السقوط» (كتابة غسان زكريا وبلال شحادات وإخراج سامر البرقاوي) ويلمّح بطريقة إيحائية إلى أنها كانت على علاقة بالمنتج الخليجي معيّناً نفسه رقيباً ووصياً على الآخرين. ثم يسأل كيف لها أن تفتتح شركات إنتاج بطريقة متلاحقة، رغم أنها لا تملك المال وأجرها لا يخوّلها لذلك، وبأنها اختلفت مع شريكها منتج «بعد السقوط» وخبّأت أشرطة المسلسل عنه، واضطرّ شرف للتدخل بناء على طلب المنتج الذي وقّع له تفويضاً لتحصيل حقّه. وقال شرف بأن سلطان راحت تخاطب المحطات لمنع بيع العمل، وبعد ذلك اضطّر على حد زعمه لإرسال الشرطة إلى بيت زميلته، فهربت ومن ثم سلّمت الأشرطة ولم يتح للعمل العرض إلا على بعض المحطات المحلية!طيّب، ماذا سنستفيد نحن المشاهدين المغلوب على أمرهم عندما يذهب هذا الفيديو إلى التداول على نطاق واسع؟! كأننا متمسّكون بتكريس فكرة رائجة تتهم الحالة المهنية في الوسط الفني السوري بأنها متهاوية أخلاقياً. ثم ماذا جلبت صفاء سلطان لنفسها، ولجمهورها عندما قررت شتم زميلها على هواء محطّة فضائية؟ هل تذكرت وهي تصنّفه بهذا الأسلوب المهين الذي لا يشبه أي صيغة فنية متوازنة أن لديه أسرة وأطفالاً، ومن الممكن جداً لهم أن يشاهدوا اللقاء خصوصاً بعد تدويره بكثافة على السوشال ميديا! ترى هل من عاقل يستطيع إيقاف هذه المعارك الإعلامية الهزيلة التي لا تثمر ولا تغني عن هلاك!