ثلاث دقائق كانت كافية لتحويل الطفلة السورية غنى بو حمدان إلى نجمة فعلية، وحديث الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً الصفحات السورية. كان ذلك سنة 2016 عندما أطلّت في برنامج «ذا فويس كيدز» وأدت أغنية اللبنانية ريم بندلي «اعطونا الطفولة» التي غنّتها سنة 1984 عندما كانت بيروت تنام وتصحو على كابوس الحرب الأهلية وأصوات القذائف والرصاص. أسرت بندلي حينها كلّ من تابعها وحفرت بأغنيتها مكانتها في وجدان جيلها. حلّت الطفلة السورية أيّام الحرب المستعرة في الشام كمعادل موضوعي ورمز للطفولة المكلومة بذريعة الحرائق المشتعل في البلاد آنذاك. كان لإحساس غنى بو حمدان الدور الأكبر في نجاح التجربة، ولو جرى يومها نقاش حول موهبتها بأنها لم تتبلور أو تنضج بعد بالشكل الأمثل وأنها تحتاج فعلياً إلى سنوات حتى تظهر خامتها الصوتية بصورتها النهائية. لكن الإجماع كان قاطعاً حول إحساسها العالي وجرأتها وقربها الاستثنائي من القلب، خصوصاً مع الدموع التي انسكبت من عينيها بعفوية مطلقة لتزيد حظوظها وترفع أسهمها وترجّح بقوة كفة التعاطف معها.الطفلة أصبحت شابة اليوم بعد مرور أكثر من 7 سنوات على ذلك الظهور وقد حضرت هذه المرّة كمغنية احترافية غلى جانب المغنية نانسي زعبلاوي في أمسية أقيمت في دار الأوبرا السورية. وأدّت فيها بعض الأغاني التي تثبت بالدليل القاطع موهبتها الحاضرة وحضورها المختلف وانتمائها المطلق إلى المدارس الفنية الرصينة.
في حديثها معنا، تقول غنى بو حمدان بأنها ممتنة لنانسي زعبلاوي لأنها من أهم وأول الداعمين لها ولموهبتها كما أنها تبذل كل ما تقدر عليه لتضعها على الطريق الصحيح... وتضيف: «ربما تريد أن يكون الطريق أكثر قوامة بالنسبة للمغنيات اللواتي يأتين بعد نانسي. لذا فإنها تحرص دائماً على استضافة مواهب جديدة ضمن حفلاتها لتسلط عليها الضوء أكثر». أما عن المدرسة الفنية التي تنتمي لها وأسلوب الغناء الذي تبدو أنها ميالة له، فتوضح بأنها تطمح لرفقة المغنية اللبنانية عبير نعمة وتتقاطع إلى حد كبير مع اللون الغنائي الذي تؤديه وتعتبر بأنها قامة يمكن تعقّب خطواتها والمضي على دربها!