بعد أن كان مقرّراً عرضه في ذكرى استشهاد اللواء قاسم سليماني، يطل مسلسل «حبيب» في الأيام القليلة المقبلة على المشاهدين بنسخته المدبلجة إلى الفارسيَّة عبر القناة الثانية الإيرانيَّة، على أن يُعرَض في مرحلة لاحقة باللغة العربيَّة على قنوات يتمّ الإعلان عنها قريباً.المسلسل المؤلف من 24 حلقة هو انتاج إيراني لبناني سوري مشترك خُصِّصَت له إمكانات إنتاجيَّة عالية، كتبه الإيراني مرتضى شمسي وأخرجه السوري جود سعيد وأشرف على انتاجه اللبناني ناصر بحمد ولعب أدوار البطولة فيه كل من الإيراني أمين زندكَاني واللبنانيين أسامة المصري ومهدي فخر الدين والسوريين قمر خلف ولجين اسماعيل وعلاء قاسم ويحيى بيازي وأمانة والي وربى الحلبي وحسين عباس ومازن عباس وسليمان رزق وحازم زيدان.
ويجسّد المسلسل التلاحم السوري الإيراني مع المقاومة اللبنانية على أرض سوريا في مواجهة التنظيمات التكفيريَّة من خلال حكاية مأخوذة من قصة حقيقيَّة بطلها هو حبيب (أمين زندكَاني) الذي يجسّد دور أحد أفراد الاستخبارات العسكريَّة الإيرانيَّة والذي يحضر إلى سوريا في مهمّة استشاريَّة ويخترق مناطق سيطرة تنظيم داعش ويحاصَر هناك وتطلب منه غرفة العمليات المشتركة للمقاومة البقاء والتأقلم مع الواقع المستجدّ والعمل ضدّ تنظيم «داعش» من الداخل.
مدير شركة «فورميديا» المنفذة للانتاج بالاشتراك مع «رواق هنر بارسيان» الإيرانيَّة ومخرج الأعمال الحربيَّة في المسلسل ناصر بحمد رأى في حديث لنا أنَّ غاية المسلسل لا تقتصر على تظهير الأعمال العسكريَّة في مواجهة «داعش»، بل تتصل بمواجهة ثقافة «داعش» ومشروعها الذي يُراد منه تدمير المجتمع والإنسان والحياة، وأنَّ الواقعيَّة كانت سمة العمل فلم يتمّ تقديم «داعش» بصورة هزيلة مثلاً أو المبالغة باستعراض قوّة المقاومة والجيش السوري بل الاعتماد أكثر على الإشارة والإيحاء وإظهار الجانب السوداوي الذي أطلت به داعش ومن خلفها القوى المتآمرة، علماً أنَّ العمل الذي شارك فيه 120 ممثل وممثلة و4000 كومبارس شهد مشاركة قوات نظاميَّة من المقاومة ومن الجيش السوري.
ويؤكد بحمد أنَّ العمل ليس سوى «باكورة» وفاتحة لسلسلة من الأعمال التي ستقارب الحرب السوريَّة من منظور المقاومة ورؤيتها وفاء للتضحيات الكبيرة التي بُذِلَت على التراب السوري من الجيش السوري وحلفائه، وستلحقه أعمال أخرى منها ما انطلق العمل فيه فعلاً.
ويروي لنا الممثل اللبناني أسامة المصري الذي يؤدّي شخصيَّة «جابر»، عن شعوره أثناء التصوير بأرواح المقاومين من مواطنيه الذين سقطوا على أرض سوريا ترفرف في سمائها بعد أن أعادت شمسها مشرقة من جديد، و«جابر» هو الشخص الموثوق الذي يتميّز بمروءة ونخوة استثنائيتين والذي يُكلّف بمرافقة «حبيب» طيلة فترة وجوده في سوريا بسبب جهل الأخير بالجغرافيا السوريَّة.
أما الممثل اللبناني الآخر مهدي فخر الدين فيؤدّي شخصيَّة محوريَّة بصرف النظر عن مساحة الدور الذي لا يتعدّى «إطلالة خاصَّة»، فهو ممثل المقاومة في غرفة العمليَّات المشتركة بما يوحي أنَّه قائد وحداتها المتواجدة في سوريا، وهو الممثل الوحيد الذي استطاع تنفيذ مشاهده باللغتَين العربيَّة والفارسيَّة بحيث لا تحتاج إلى «دوبلاج» لإتقانه التامّ للّغتَين، وقد ساهم ذلك في تزخيم الشخصيَّة أكثر بحيث تتولى فضلاً عن مهمَّتها الرئيسيَّة مهمَّة الترجمة بين أعضاء غرفة العمليَّات من إيرانيين وسوريين.