يواجه الممثل الأميركي أليك بالدوين الذي تسبّبت طلقة عرضية من مسدس كان يستخدمه خلال تصوير فيلم الوسترن «راست» في عام 2021 بمقتل مسؤولة في فريق العمل، دعوى مدنية رفعها عليه والدا الضحية الأوكرانيان وشقيقتها، بحسب ما أعلنت أمس الخميس محامية العائلة. وحصلت الحادثة في 21 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2021، في موقع تصوير «راست» داخل مزرعة في سانتا في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، عندما ضغط بالدوين على الزناد من سلاح كان يُفترض أنه يحوي طلقات خلّبية، لكن مقذوفة حيّة أصابت مديرة التصوير البالغة 42 عاماً هالينا هاتشنز أدت إلى مقتلها، فيما أصيب المخرج جويل سوزا بجروح.
وأحدث هذا الحادث صدمة كبيرة في هوليوود، وكان له وقع قوي جداً داخل الولايات المتحدة وخارجها، وأدى إلى تصاعد المطالبات بمنع وجود أي أسلحة نارية في مواقع التصوير، التي يُحظر أصلاً في المبدأ وجود ذخيرة حية فيها.
ووجّه القضاء الجزائي في ولاية نيو مكسيكو أخيراً إلى بالدوين تهمة القتل غير العمد في القضية، وقد تصل عقوبته عنها إلى السَجن في حال إدانته بتهمة «الإهمال»، وكذلك حال المسؤولة عن الأسلحة في الفيلم هانا غوتيريز ريد.
وقررت عائلة هاتشنز الأوكرانية رفع دعوى مدنية منفصلة على الممثل وإدارة إنتاج الفيلم أمام محكمة في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا، على ما أعلنت وكيلة العائلة المحامية غلوريا أولرِد.
وأوضحت أولرِد في مؤتمر صحافي أنّ «هالينا كانت نور حياة» عائلتها، مشيرة إلى أنّ «فقدانها المأساوي مؤلم جداً» لوالديها وشقيقتها. وأضافت أنّ ما يفاقم «هذه المأساة» أن العائلة المقيمة في أوكرانيا تحاول «استيعاب الخسارة في خضم الحرب».
وفي مقطع فيديو نُشر أمس، وصفت سفيتلانا زيمكو خسارتها شقيقتها بأنّها «كانت تجربة مروّعة». واعتبرت أنّ «من غير المقبول ترك هذا الأمر من دون عقاب».
دأب الممثل البالغ 64 عاماً على التأكيد أنه لم يكن يعلم أن المسدس محشو بذخيرة حقيقية، إذ قيل له إنه آمن، نافياً أن يكون ضغط على الزناد، وهو ما شكك فيه عدد من الخبراء.
وأعلن بالدوين في تشرين الأوّل 2022 عن التوصّل إلى اتفاق يُسقِط بموجبه ماثيو، زوج هالينا هاتشنز، الدعوى المدنية التي رفعها على النجم.
ولم يُكشف عن قيمة الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان.
وأشار بيان يومها إلى أنّ إنتاج الفيلم سيُستأنف في كانون الثاني (يناير) 2023، على أن يتولى ماثيو هاتشنز مهمة المنتج التنفيذي.
وشرحت غلوريا أولرِد أنّ «الاتفاق يعني ماثيو وطفله»، مشيرة إلى أنّ أيّ اتفاق لم يُعقد مع أم المصورة السينمائية الراحلة ومع أبيها وشقيقته. وأفادت بأنّ بالدوين «لم يبادر حتى إلى الاتصال بهم (...) ليعرب عن أسفه». وختمت قائلة: «نريد (...) العدالة لهم، الأمر بهذه البساطة».