اتّهم المخرجان الإيرانيان المعارضان جعفر بناهي ومحمد رسولوف اللذين يقضيان عقوبة بالسجن في إيران، سلطات بلادهما بأنّها تعتبر المخرجين المستقلّين «بمثابة مجرمين»، وذلك في رسالة موجّهة إلى «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» الذي ينافس فيه الأوّل على جائزة «الأسد الذهبي» من خلال شريطه الجديد «الدببة غير موجودة».وقال بناهي في الرسالة التي كتبها بالاشتراك مع زميله رسولوف والتي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها من إدارة المهرجان: «نحن نبتكر أعمالاً (فنية) ليست طلبيات، لذلك يرانا أولئك الذين في الحكم بمثابة مجرمين».
وأكّد المخرجان في رسالتهما أنّ «تاريخ السينما الإيرانية يشهد على الوجود الدائم والنشط لمخرجين مستقلّين ناضلوا ضد الرقابة ومن أجل ضمان استمرارية هذا الفنّ. ومن بين هؤلاء، يشهد البعض على منع تصوير أفلام وأُرغم آخرون على الإقامة في المنفى أو وُضعوا في عُزلة». وختما: «نحن مخرجون، مخرجون مستقلّون».
يعدّ بناهي البالغ 62 عاماً، من أبرز الأسماء في السينما المعاصرة للجمهورية الإسلامية، ونال جوائز دولية عدة أهمها جائزة الأسد الذهبي في «مهرجان البندقية» عام 2000 عن فيلمه «الدائرة»، وجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في «مهرجان برلين السينمائي الدولي» عام 2015 عن «تاكسي طهران»، وأفضل سيناريو في «مهرجان كان السينمائي الدولي» في 2018 عن فيلمه «ثلاثة وجوه».
وكان قد أوقف عام 2010 وأُدين لاحقاً بتهمة «الدعاية ضد النظام» السياسي في إيران، وحكم عليه بالسجن ستة أعوام ومنع من إخراج الأفلام أو كتابتها لأعوام طويلة، أو السفر والتحدث إلى وسائل الإعلام، وذلك في أعقاب تأييده التحركات الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009.
وقضى بناهي حينها نحو شهرين في السجن، قبل أن يتم الإفراج عنه بموجب إطلاق سراح مشروط يمكن العودة عنه في أي لحظة.
وفي 11 تموز (يوليو) الماضي، أوقف المخرج بعيد توقيف زميليه محمد رسولوف ومصطفى آل أحمد بتهمة «الإخلال بالنظام العام».