أكدت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الثلاثاء أن على المخرج المعارض جعفر بناهي الذي أوقف الأسبوع الماضي، تمضية عقوبة بالسجن لستة أعوام صدرت في حقه قبل أكثر من عقد من الزمن.وقال المتحدث باسم السلطة القضائية، مسعود ستايشي، في مؤتمر صحافي إنّ «بناهي حكم عليه في عام 2010 بالسجن ست سنوات (...) وعليه تم إدخاله مركز الاحتجاز (السجن) في إوين (بطهران) لقضاء هذه العقوبة».
جاء ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام محلية في 11 تموز (يوليو) الحالي بتوقيف بناهي، ليصبح ثالث مخرج يُعلن احتجازه خلال أيام، بعد محمد رسولوف ومصطفى آل أحمد.
وأوضحت وكالة «مهر» في حينه أنّ بناهي أوقف «أثناء حضوره إلى النيابة العامة في طهران لمتابعة ملف مخرج آخر هو محمد رسولوف».
ويُعد الفنان البالغ 62 عاماً من أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة، ونال جوائز دولية أهمها جائزة «الدب الذهبي» لأفضل فيلم في «مهرجان برلين السينمائي» عام 2015 عن «تاكسي طهران»، و«أفضل سيناريو» في «مهرجان كان» لعام 2018 عن «ثلاثة وجوه».
وأتى توقيف بناهي الذي سبق أن حكم عليه بالسجن والمنع رسمياً من إعداد الأعمال السينمائية في بلاده، بعد الكشف يوم الجمعة الماضي عن توقيف المخرجَين محمد رسولوف ومصطفى آل أحمد بتهمة «الإخلال بالنظام العام» في إيران.
وكشف الإعلام الرسمي عن توقيف رسولوف وآل أحمد بتهمة «الإخلال بالنظام العام» بعد مساندتهما لتحركات احتجاجية شهدتها مناطق إيرانية على خلفية انهيار مبنى بجنوب غرب البلاد في أيار (مايو) 2022، في حادثة أودت بـ43 شخصاً.
تسبب انهيار مبنى «متروبول» الذي كان قيد الإنشاء في آبادان بمحافظة خوزستان، بكارثة تعدّ من الأسوأ في الجمهورية الإسلامية خلال الأعوام الماضية، تلتها تحركات في مدن عدة تضامناً مع عائلات الضحايا، واحتجاجاً على «الفساد وعدم الكفاءة» وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
في ضوء ذلك، نشرت مجموعة من السينمائيين الإيرانيين بقيادة رسولوف رسالة مفتوحة في أواخر الشهر نفسه، دعت فيها قوات الأمن إلى «إلقاء أسلحتها» في مواجهة الغضب من «الفساد والسرقة وعدم الكفاءة والقمع». وكان رسولوف وبناهي من ضمن الموقعين في الشهر نفسه على كتاب مفتوح ينتقد توقيف السلطات الإيرانية عدداً من زملائهم في تلك الفترة.
وبعد توقيف المخرجين الثلاثة، دعت إدارات مهرجانات سينمائية دولية، مثل البندقية وبرلين وكان، أخيراً، إلى إطلاق سراحهم.