يعتدّ المنتج السوري فراس الجاجة (أفاميا الدولية للإنتاج الفني) بما حقّقه مسلسله «شارع شيكاغو» (كتابة وإخراج محمد عبد العزيز ــ بطولة : عباس النوري وأمل عرفة وسلاف فواخرجي ومهيار خضور...) من جدل وإشكال بذريعة جرأته ومقترحه المختلف، ويعتبر أنّه لم يتمكّن أي مسلسل سوري آخر حتى الآن منافسته على مستوى أسلوبية الطرح وعمق الجرأة، خاصة أنه يعود إلى دمشق زمن الانفتاح في القرن الماضي، خلافاً لما كرّسته زوراً الدراما الشامية بقصد الفرجة والتسلية. ويعتقد أنّه خلال مراقبته السوق، وجد غياب المحاولات الجادة لتخطي ما صنعه، فإنّه وبناء على قاعدة الرياضي الذي ينجز رقماً قياسياً من دون أن يتمكّن أحد من كسره، فإنّه سيحاول تخطّيه بنفسه من خلال اجتراحات جديدة. هكذا، وقّع أخيراً مع المخرج محمد عبد العزيز كاتباً ومخرجاً لمسلسل سوري جديد يحمل عنوان «ليالي دمشق»، عبارة عن ست خماسيات تخوض في عوالم المدينة وكواليسها المرتبطة بالجريمة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، على أن يؤدي بطولته مجموعة من النجوم السوريين.المسلسل الثلاثيني يقوم على حكايات هي نتيجة قراءة واستكشاف في السجل الجنائي لدمشق وقراءة مذكّرات محققين سوريين أسهموا في إضاءة تلك المرحلة من جوانبها كافة. ستعالج كلّ حلقة أو بضع حلقات بأبطال ثابتين وضيوف مستمرين، حكاية جريمة غامضة ومشوّقة، على أن يكون القوام الجوهري للعمل ومتّكؤه الأساسي شخصية المحقق السوري الشهير بهاء الدين الخوجة. إذ تقوم البنية الدرامية للسلسلة التي تنجز على مذكرات الرجل الشخصية كونه كان مدير المباحث الجنائية في سوريا عام 1963، وعلى كتابه «رجل مباحث في ربع قرن»، من دون أن يكون المسلسل عبارة عن توثيق أو مجرّد قراءة استقصائية لتلك المرحلة العاصفة بالأحداث السياسية، بل من خلال تصنيع حكائي، وهامش متخيّل، يضفي على الحكاية بعدها التشويقي الكافي، ويمنحها قيمة مضافة من ناحية الفرجة الدرامية. كذلك، قد يكون الفعل السياسي اللّاهب في تلك المرحلة المترفة بالحدث عبارة عن خلفية منطقية وجذابة للجانب البوليسي في القصة. أيضاً، سيغوص العمل في حياة السهر والخمّارات وليل دمشق الصاخب آنذاك. وفي السياق نفسه، سيوظف أرشيف وثائقي يملكه منتج العمل لخدمة الحكاية من خلال تقنية مزج بين الوثائق المصورة، والحدث التمثيلي. وقد قارب عبد العزيز من الانتهاء من كتابة النص لتباشر الشركة التصوير خلال الأسابيع المقبلة.
إلى جانب هذا العمل، كانت الشركة قد باشرت بالتعاون مع المنتج أيهم قبنض بتصوير مسلسلين: الأوّل بعنوان «الكرزون» (كتابة مروان قاووق ورنيم عودة وإخراج رشاد كوكش) وهو عمل اجتماعي معاصر، فيما يحمل الثاني اسم «حواري الخير» (كتابة مروان قاووق ورنيم عودة وهاني زينب وإخراج ظهير غريبة) وهو سلسلة خماسيات شامية تجرّب تقديم شكل جديد من الدراما الشامية على مستوى زمن الحكاية المكثّفة!