كان يمكن لأيّ ممثل سوري أن يقدّم فوزان في مسلسل «مع وقف التنفيذ» (تأليف علي وجيه ويامن حجلي وإخراج سيف الدين سبيعي- «لنا» bein drama و«شاهد»mbc)، فتظهر الشخصية بدور عادي أو تؤدّي المطلوب منها لا أكثر ولا أقلّ. لكن أن يطلّ عباس النوري بذلك الدور، فهذه حكاية أخرى. لا يحتاج النوري لمن يقيّم أداءه، فهو يمتلك أدواته جيداً.هكذا، صمّم النوري ونفّذ ملامح فوزان في الشكل الخارجي والمضمون، كأنها شخصية خارجة من الشارع. رجل طحنته الحرب إنسانياً، وجعلت منه إنساناً إنتهازياً ونصاباً. لم يتوقّف طمعه عند حبه للمال والاستغلال فحسب، بل يشغّل إبنتيه (تحديداً أوصاف-حلا رجب) في إستغلال الرجال من خلال تزويجهما ومن ثم طلاقهما لقاء مؤخّر مادي.
فوزان أو أبو أوصاف، قوّاد ظريف ومخضرم في مهنته يطمس أدّلة جرائمه.
شعور محيّر إتجاه فوزان. لا يمكن كرهه لأنه ضحية الحرب، وقد يبرّر له المشاهد خبث أفعاله التي يطعّمها بالسخرية والابتسامة. فمن يدري السبب، فكلنا نولد أبرياء إلى أن تلوثنا مطحنة الحياة. هكذا، كان النوري دينامو المسلسل ونجمه المستهزئ بالحياة. شخصية جمعت كل الصفات السيئة، ولكنها قدّمت بقالب غير نافر.