أكد القضاء الفرنسي، أمس الخميس، توجيه تهمتَيْ «الاغتصاب» و«الاعتداء جنسي» للممثل جيرار دوبارديو، إثر شكوى ضده من الممثلة شارلوت أرنو.وقال المدعي العام في باريس، ريمي هيتز، في بيان: «ترى غرفة التحقيق أن هناك، في هذه المرحلة، مؤشرات جدية أو متقاطعة تبرر استمرار اتهام جيرار دوبارديو» على خلفية الوقائع العائدة إلى آب (أغسطس) 2018.
وكان الفنان البالغ 73 عاماً، وهو أحد أهم وجوه السينما الفرنسية، تقدّم بطلب أمام غرفة التحقيق في محكمة استئناف باريس لإبطال الاتهامات الموجهة في حقه بهذه القضية.
درست غرفة التحقيق خلال جلسة استماع في الثالث من شباط (فبراير) الماضي هذا الطلب الذي عارضه مكتب المدعي العام لمحكمة استئناف باريس.
وأضاف ريمي هيتز أنّ: «الملف يعود الآن إلى قاضي التحقيق لاستكمال التحقيق القضائي».
حضرت شارلوت أرنو في محكمة الاستئناف عند تلاوة القرار مع إحدى قريباتها. وقد بدا التأثّر عليها، فيما قالت لوكالة «فرانس برس» إنّها لا ترغب في التعليق على القضية.
أما محاميتها كارين دوريو دييبو، فقالت: «موكلتي مرتاحة وواثقة من العدالة التي تم تحقيقها اليوم... من المهم التنويه بأن جميع القضاة المسؤولين حالياً عن الملف، سواء قاضي التحقيق أو في محكمة الاستئناف، يعتقدون بوجود مؤشرات جدية أو متطابقة تشير إلى أن جيرار دوبارديو ارتكب بالفعل أفعال الاعتداء الجنسي والاغتصاب التي يُتهم بها».
بدأت القضية في نهاية آب 2018، حين تقدمت المدعية المولودة في 1995 وكانت تبلغ 22 عاماً عند حدوث الوقائع المزعومة، ببلاغ لدى شرطة لامبيسك قرب مرسيليا (جنوب شرق فرنسا)، عن تعرضها لاغتصاب مرتين قبل أيام قليلة في منزل الممثل في باريس.
وأشار مصدر مطّلع على الملف إلى أنّ الممثل هو صديق لعائلة المدّعية.
حُوّلت الإجراءات القانونية إلى باريس بعدما كانت بوشرت في إيكس آن بروفانس ضد الممثل الفرنسي، وهو مواطن روسي منذ العام 2013.
وأنهت النيابة العامة في 4 حزيران (يونيو) 2019 تحقيقاتها الأوّلية التي استغرقت تسعة أشهر، مشيرةً إلى أن «التحقيقات الكثيرة التي أُجريت لم تسمح بتوصيف الانتهاكات المبلغ عنها في كل العناصر المكوّنة لها».
وتمكّنت المدعية من استئناف التحقيق في منتصف آب 2020 من خلال دعوى مدنية، وهو استئناف يسمح بتعيين شبه تلقائي لقاضٍ. ووجهت قاضية تحقيق باريسية إلى دوبارديو في 16 كانون الأوّل (ديسمبر) 2020 تهمتَيْ «الاغتصاب» و«الاعتداء جنسي»، وتركه حرّاً من دون رقابة قضائية.
وكان دوبارديو قد قال في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية في نهاية شباط 2021: «أنا بريء ولا أخشى شيئاً».