انطلق، أمس الخميس السباق للفوز بجائزة الدب الذهبي في «مهرجان برلين السينمائي الدولي» الذي يقام بنسخة حضورية بالكامل، مع شريط للفرنسي فرنسوا أوزون هو قراءة جديدة لفيلم من السبعينات للمخرج الألماني راينر فيرنز فاسبيندر.وبعد عقده افتراضياً عام 2021، يعود المهرجان بدورته الثانية والسبعين إلى السجادة الحمراء، إذ سيُقام حضورياً بمشاركة لجنة تحكيم دولية يرأسها إم نايت شيامالان.
وخلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الخميس، قال رئيسها المخرج والمنتج إم نايت شيامالان محاطاً بزملائه: «أنا متحمس للغاية لفكرة رؤية هذه الأفلام... وأشعر كأني طفل محاط بشركاء مثاليين».
ومن بين أعضاء اللجنة، قال المخرج الياباني ريوسوكي هاماغوتشي الذي حصل للتو على أربعة ترشيحات للأوسكار عن فيلمه Drive My Car، إنّ «دور المهرجان يتمثّل في تأكيد عدم وجود فجوة» بين السينما التجارية وتلك الفنية، مضيفاً: «إذا عدنا إلى تاريخ (السينما)، نلاحظ عدم وجود ثغرة بين هاتين الفئتين».
ويتنافس 18 فيلماً في المهرجان الذي يستمر حتى 16 شباط (فبراير) الماضي. وانطلق الحدث بعمل للمخرج الفرنسي فرنسوا أوزون الذي حاز جائزة لجنة التحكيم الكبرى عام 2019 عن فيلم «بفضل الرب». ويقدّم المخرج الفرنسي في هذا العمل قصة شغف جميلة من خلال قراءة جديدة لفيلم «ذا بيتر تيرز أوف بترا فون كانت» للمخرج الألماني راينر فيرنر فاسبيندر الذي توفي قبل أربعين عاماً.
ويضفي عرض «بيتر فون كانت» الذي تشارك فيه الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني في بداية المهرجان لمسة برّاقة لانطلاق يسجّل غياباً لافتاً للإنتاجات الأميركية الضخمة ونجومها من مهرجان العاصمة الألمانية التي تبلغ الإصابات بالمتحوّر أوميكرون فيها أعلى المستويات.
ويتنافس 18 سينمائياً للفوز بجائزة الدب الذهبي هذا العام خلفاً للروماني رادو جودي الفائز بجائزة العام الماضي، من بينهم سبع مخرجات في ظل تسجيل حضور ملحوظ للأعمال الفرنسية.
وتتنافس في المهرجان شخصيات معروفة كالمخضرم الإيطالي باولو تافياني (90 عاماً) عن فيلم «ليونورا أديو»، وهو أول فيلم له منذ وفاة شقيقه ومعاونه الدائم فيتوريو. وكانا قد حازا جائزة الدب الذهبي قبل عشر سنوات.
ويترقب متابعو المهرجان عرض «أون انيو أونا نوتشه»، وهو أول فيلم روائي يتحدث عن هجمات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس. وأخرج العمل الإسباني إساكي لاكويستا، ومثّل فيه الأرجنتيني ناويل بيريز بيسكيارت والفرنسية نويمي ميرلان.
وتدخل المخرجة كلير دوني للمرّة الأولى المنافسة بفيلم شاركت في كتابته مع كريستين أنغو (فاير). وبشكل عام، ستكون الأعمال الفرنسية وكذلك الممثلون الفرنسيون (جولييت بينوش في فيلم لكلير دوني، وشارلوت غينزبور وإيمانويل بيار في فيلم لميكاييل هيرس...) حاضرين بقوة في المهرجان.
ومن خارج المنافسة الرسمية، يعرض فيلم «بلاك غلاسيس» للمخرج الإيطالي داريو أرجنتو، و«ستراينج بات ترو» للمخرج الفرنسي كانتان دوبيو. كما تُمنَح الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير دبّاً ذهبياً فخرياً كجائزة تكريمية عن مجمل مسيرتها.
ولن يؤدي حضور طواقم الأعمال وكلمات أعضاء لجنة التحكيم التي تضم المخرج الياباني ريوسوكي هاماغوتشي والبرازيلي كريم أينوز والمنتج الفرنسي التونسي سعيد بن سعيد، إلى نسيان الوضع الصحي الخطر في ألمانيا، إذ جُهّز المكان بكمامات وباختبارات ستُجرى يومياً.
وسجّل عدد الأفلام المرتقب عرضها في المهرجان الذي يُقام على مدى ستة أيام تراجعاً تراوح بين 20 و25 في المئة، فيما تمثّل العودة الحضورية للمهرجان خطوة مهمة له في ظل مواجهة خطر التهميش.
وبينما تستمرّ المهرجانات الأميركية بصورة حذرة، مع تنظيم النسخة الثانية «الافتراضية» من مهرجان «صندانس» الذي اختُتم أخيراً، نُظّم مهرجانا «البندقية» الإيطالي و«كان» الفرنسي حضورياً عام 2021، ويستعدّان لعقد النسختين المقبلتين منهما بصورة حضورية أيضاً.