عباس النوري: أنا مش كافر

  • 0
  • ض
  • ض
عباس النوري: أنا مش كافر
سيطلّ عند الثالثة بعد الظهر لتوضيح وجهة نظره

«راتب الموظف في السلطة الفلسطينية التي تقبع تحت الاحتلال عشرة أضعاف راتب الموظف السوري، وكل الدول العربية بما فيها الخليج، تعيش في ظروف تسمح بتعبير المواطن عن رأيه أكثر مما يحدث في سوريا، وبلادنا كانت تعيش تعددية وديمقراطية حتى وصل العسكر إلى الحكم فأجهضت فيها النواحي الديمقراطية!». يمكن مناقشة محتوى ما قاله النجم السوري عباس النوري، الاختلاف معه أو موافقته، لكن يبدو أنّ هذه المصطلحات غريبة على الفايسبوك السوري. حالما أدلى الممثل بتصريحاته هذه من قلب دمشق وعبر أثير «راديو المدينة» السورية مع باسل محرز في برنامجه «المختار»، حتى انطلقت حملة شعواء عليه! كأنه قدّر للنجم السوري أن يثير زوبعة كلّما أطلّ في هذا البرنامج الإذاعي تحديداً. المرة الماضية، اشتعلت الدنيا عندما أعرب عن وجهة نظره بصلاح الدين الأيوبي، متبنياً رأي الروائي والباحث المصري يوسف زيدان. لم تهدأ الحملة الشرسة حتى كتب اعتذاراً في جريدة «الوطن» المحلية. لكن هذه المرة، انطلقت حملة افتراضية منظّمة أوعزت لصفحاتها وأشخاص ينتمون لها، بمشاركة تعليقات متطابقة حرفياً، تنتقد تصريحات النوري وتشّن هجوماً يشبه الخطابات الخاوية: مجرّد صف كلام يراد منه الإهانة والشتيمة لا أكثر، في حين وجد بعض المغالين فرصة سانحة لأن يمارسوا «تشبيحهم» الافتراضي، مدّعين بأن الكلام فيه إساءة للجيش، ومهددين برفع دعوى قضائية على النوري. كلّ ذلك كان متوقعاً حتى حذف فيديو اللقاء عن صفحات الإذاعة، من دون أن نعرف أكان بتوجيه سلطوي أم بقرار إدارة المحطة. الغريب أن حديث عباس النوري أثار هذا السخط عند السلطة وأبواقها! طيّب كيف مرّت أحاديث لشخصيات اعتبارية أكثر رفعة، تعتبر بأن المواطن السوري لا يمكن أن يموت جوعاً ولا برداً، وأن لا فضل له إن بقي في بلاده فهذا قراره، مع سيل من الاستخفاف بمعاناته؟ كيف لا يستفز أحد لرؤية البلاد تقبع في الظلام الدامس، والمواطن المسحوق يموت ألف ميتة حتى يستطيع تأمين أقل بكثير من متطلباته الحياتية والخدماتية؟ وكيف يثير أثرياء الحرب موجة غضب وهم يبتلعون كلّ شيء على مرأى ومسمع الجميع! كلّ ذلك لا يحتاج توضيحاً، لكن كلام عباس النوري بحاجة لشرح وملحقات حتماً. لذلك سيكون اليوم أيضاً مع البرنامج ذاته في حلقة خاصة واستثنائية في تمام الساعة الثالثة عصراً للحديث عن الاجتزاءات والذهاب بالموضوع إلى أماكن لا تعني الحوار مع هذا الفنان. أو ربما ليكون حضوره مجرّد اعتذار مبطّن! تبقى الحالة التضامنية التي أحاطت الممثل السوري هي ملمح الضوء الوحيد، أصحابها مثقفون وفنانون وصحافيون عارفون بواقع الحال!

0 تعليق

التعليقات