حتى هذا الموسم، يمكن القول براحة تامة بأن الممثل السوري علاء قاسم لم ينجز ضربة خارج السياق الاعتيادي لشغله، مع العلم أن حضوره التجسيدي في التلفزيون لم يجاف يوماً موازين الضبط اللازم، وفق مرجعية ساطعة هي أدواته الأكاديمية كممثل، كونه متخرّجاً من «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق وقد تتلمذ على يد أهمّ أساتذته. وإن لم يصنع الشهرة الواسعة التي يطمح إليها أي فنان، إلا أن شغله كان مسيّجاً من الانحدار، أو التراجع. كذلك يمتلك في مشواره شواهد واضحة على تميّزه، وإن لم يكن في التلفزيون فسيحصل ذلك على خشبة المسرح، وهو المختبر الدقيق لقدرات الممثّل. لعب في أكثر من عرض، ولعل الأكثر تميزاً كان شغله في «راجعين» (إخراج أيمن زيدان عن نصّ «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» للجزائري الطاهر وطّار). كذلك حضر في السينما بأدوار ستظلّ حاضرة في الذاكرة، أكثر من أي عمل تلفزيوني لأنها مصنوعة بعناية وحرفة بفن معد لمقارعة الزمن. قدّم مثلاً مقترحاً أدائياً لشخصية الضابط بطريقة متمايزة عما نعرفه من مواصفات صارمة، في فيلم «الأب» لباسل الخطيب. حينها جيرّ مشاهده نحو شخصية تتسم بحساسيتها المفرطة رغم طبيعة عملها القاسية.هذا الموسم انضم قاسم إلى أسرة المسلسل الشامي «بروكار» (كتابة سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب وإنتاج قبنض). عن هذا العمل، يقول الممثل السوري في حديثه مع «الأخبار» بأنه يتحدث عن: «صناعة البروكار الدمشقي، وهو منسوج من الفضة والذهب وقد حاول الفرنسيون تقليده. واللافت بأن الملكة البريطانية إليزابيث الثانية لبست يوم تتويجها فستاناً منسوجاً من البروكار، والعائلة التي حاكته دمشقية معروفة وسلالتها موجودة في الشام حتى اليوم». أما عن دوره، فيشرح «أجسّد شخصية حطّاب اسمه طاووس، يشكّل أحد المحاور الرئيسة للعمل، ويتعرض لعملية ابتزاز جنسي من إحدى السيدات المقيمات في الحارة ثم يدخل في الصراعات المتعلقة بالزعامة».
لكنّ ما الذي جعلك تقبل المشاركة في هذا العمل؟ هل يمكن له تحقيق فرجة شعبية مغرية ستحقق جماهيرية، أم أنها الرغبة في العمل، خاصة أن الظرف الإنتاجي متراجع هذا الموسم؟ يجيب: «العمل يقدم دمشق بشكلها الحضاري خلال فترة الاحتلال الفرنسي، كأنه يقترح صيغة مغايرة للعمل الشامي ثم تعاوني المستمر مع المخرج محمد زهير رجب، وأهمية الدور في الجوهر الحكائي للعمل ككل، وعلاقتي المريحة بالشركة، إضافة إلى تراجع كم الإنتاج وشحّ الفرص هذا الموسم، كل تلك مقومات ذكرتها بترتيب الأهمية جعلني لا أتردد في الموافقة على العمل». «أبو بحر» يواظب على التصوير حوالي 12 ساعة يومياً رغم أنّه رزق بمولود قبل أيّام سماه شمس، وقد تداولت الصفحات السورية صورته مع ولديه!