درست المغنية السورية ميس حرب في «المعهد العالي للموسيقى» في دمشق، وتعلّمت أصول الغناء الشرقي. لكنّها اختارت لنفسها طريقاً بعيداً عن استسهال النجاح التجاري، وراحت تضفي نبرتها الخاصة على أغانيها بسياق مختلف عن التقليد الدارج. قبل أيّام، أطلقت حرب ألبومها الجديد بعنوان «سوارات» ضمن احتفال جماهيري أقامته على مسرح «دار الأوبرا» في الشام، بمشاركة فرقة سيد درويش وبقيادة المايسترو رشيد هلال. الألبوم أهدته حرب إلى روح الموسيقي الشاب الراحل إياد عثمان، فيما انضمت إلى حملة التبرع لجمعية «بسمة» للأطفال المصابين بمرض السرطان من خلال التبرّع بعائدات الألبوم كاملة للجمعية. على المستوى الموسيقي يبدو واضحاً بالنسبة للمغنية السورية تأثرها البليغ بمدرسة الرحابنة، فيما أظهرت فرقتها هذه المرة لمسات تحديثية على الخط الموسيقي الذي تشتغل عليه.قدّمت حرب أغنيات من التراث الشعبي إلى جانب جميع أغنيات ألبومها الجديد وهي : «لوفينا، «شو هالحالة»، «سوارات»، «حلي» و«حلو القد» و«روح»». كذلك استعادت من ألبومها الأوّل «خيطان الشمس».
تحوّل مشهد توقيع الألبوم بعد الحفل لما يشبه الطقس الكرنفالي الإعلامي، وحديث شفّاف تبادلته مع أهل الصحافة، موضحة فيه بأنها تنتج بشكل خاص. لذا فإنها تسير ببطء بسبب غياب الجهات التجارية الراعية من خلفها، وغالباً تحتاج المشاركة في المهرجات العالمية لدعم مشاريعها، وهي تعمل مع شعراء لا يتقاضون أجوراً على الكلمات التي يقدمونها لها. في المقابل، توجهّت بعتاب للإذاعات السورية التي إن بثّت لها أغنياتها، سيكون بشكل خجول جداً، لذلك تبتعد عن إجراء المقابلات الإذاعية غالباً.
مع ذلك، تتمّتع حرب بجماهيرية في سوريا. تبحث غالباً عن الشكل الغنائي الرصين الذي تؤديه، وتضعه ضمن قائمة مغنّيات لهنّ مكانتهن ومساحتهن الخاصة مثل عبير نعمة وليندا بيطار وغيرهن.
ومن المفترض أن يكون النشاط القادم لحرب هو حفلة في مدينة السويداء السورية.