لم تكن تصريحات الكاتب السوري ممدوح حمادة الأخيرة مجرّد كلام دبلوماسي يقال في الصحافة، وهذا أمر صار معتاداً بالنسبة إلى صاحب «الخربة» (إخراج الليث حجو)، خصوصاً أنّه حوّل صفحته الشخصية على فايسبوك في الآونة الأخيرة إلى منبر لإطلاق الشتائم الانفعالية، بين الحين والآخر، في وجه كل منتقديه! هذه المرّة، اختار صفحات الجرائد ليقول إنّ النجم باسم ياخور «كذّاب» بسبب ما صرّح به الأخير في برنامجه «أكلناها» (تلفزيون «لنا») عن أن حمادة «بات يكرّر نفسه»، ثم أعاد الرد على نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان الذي أفصح مرّة عن أن حلقات مسلسل «ضيعة ضايعة» كانت تصل ناقصة ويتم الاشتغال عليها من قبل فريق العمل بمنطق الورشة.
تلك المواقف ليست جديدة على حمادة، لكن اللافت كان تصريحه أنه سيكون مشرفاً درامياً في مسلسل «الحي العربي» (كتابة مازن طه)، إذ جرت العادة أن تتم الاستعانة بدراماتورج في حال كان النص بحاجة إلى تعميق، أو إعادة صياغة، وشدّ لبعض مفاصله، وإغناء للحدث فيه، لكن طه يعتبر من بين الكتّاب السوريين المخضرمين، وقد تحولت أعماله إلى كلاسيكيات في الكوميديا السورية، منها «مرايا»، وقبلها «البناء 22». وربما هذا السبب أو غيره الذي جعل طه يبتعد كليّاً عن هذا العمل، ويرفض أثناء تواصلنا معه الحديث عنه، كما أنه اختار عدم التصريح عن رأيه في ظهور اسم حمادة كمشرف درامي على نص هو صاحبه، خصوصاً أنّ بوادر خلاف ظهرت حول هذا العمل بسبب طريقة ظهور الأسماء!
في كل الأحوال، ربما لا يستحق «الميّت» كلّ هذا «العزاء»، سيّما أننا سنكون أما إنتاج قطري رغم أن فكرة المسلسل عربية مشتركة، لكن التجارب السابقة توحي بالحكم المسبق بأنّ العمل لن يخرج من محليّته ولو بمقدار شبر واحد باتجاه الجماهيرية أو الحضور العربي. أما عن الفكرة والقصة، فقد علمت «الأخبار» أنّ «الحي العربي» سيطرح حكايات مجموعة عائلات عربية من مصر وسوريا ولبنان والخليج، يعيش أفرادها في أحد الأحياء الراقية في الدوحة الذي يضم نسيجاً اجتماعياً مختلفاً بسبب تعدد الجنسيات التي تقيم فيه. على أن يسلّط المسلسل الضوء على أزمات ومشاكل وأحلام تلك العائلات، من خلال خطوط متعدّدة تلاحق مصائر كلّ عائلة على حدة. وستتقاطع هذه الخطوط بحسب المقتضيات الدرامية، وتلتقي ضمن مقترحات حكائية وتتنوع في مطارحها بين التصعيد مع شخصية نجمة خليجية أفلت عنها الشهرة، ومهندس مصري يعاني من غيرة زوجته المفرطة، وتاجر سوري يعيش مع عائلة زوجته في البيت نفسه، ومدرّب كرة قدم تقدّم به السن لكنه يأبى الاعتراف بأنه صار في عمر التقاعد، ولاعب شاب يحلم بكأس العالم، وسيّدة أعمال متسلطة.
كل تلك نماذج هي بمثابة محاور العمل الكوميدي الاجتماعي الخفيف.