حالما تمرّ عاصفة على النجمة السورية أمل عرفة وتهدأ نيرانها، حتى تثور زوبعة جديدة حولها! كأنّه لم يعد هناك سواها للبحث في حيثيات حياتها المهنية والشخصية أحياناً. من المؤكد أنّ نجمة «خان الحرير» (نهاد سيريس وهيثم حقّي) تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية بسبب نشاطها غير المسؤول على فايسبوك، وكتابتها أشياء انفعالية أحياناً وإن بدوافع إنسانية!آخر ما حرّر كان لدى عرض الحلقة 23 من مسلسلها الوحيد لهذا العام «كونتاك» (كتابة رانية الجبّان وشادي كيوان ومعن سقباني، إخراج حسام الرنتيسي ــ عُرض فقط على «لنا» ــ إنتاج شركة «إيمار الشام» التابعة لمالك المحطة نفسها). اللوحة التي حملت عنوان «يا غافل إلك الله»، قدمّت سخرية بائسة من تمثيليات ضرب الكيماوي في سوريا، ونالت من فريق «الخوذ البيضاء»، وإن كان في القضيتين إمكانية لسخرية طائلة، طالما أن الأمر لم يعد خافياً على أحد بخصوص الادعاءات الكاذبة حول ضرب دوما بالكيماوي قبيل تحرير المدينة الريفية بساعات قليلة. علماً بأنّ أطباء المشفى الوطني في دوما، هم من أدلوا بشهاداتهم تلك في محكمة العدل الدولية في لاهاي، بالإضافة إلى تهريب فريق «الخوذ البيضاء» من سوريا بمساعدة من الكيان الصهيوني.
لكن المادة الفنية في العمل التلفزيوني أتت متهاوية، خاوية من أي حالة كوميدية يمكن التعاطي معها بجدّية نقدية. وبعد ساعات من عرض الحلقة، هرع «شبيحة المعارضة» ومعهم بعض الأسماء التي كانت تعمل في الوسط الفني السوري وانتقلت إلى العتم بمجرّد مغادرتها سوريا، للنيل من نجمة المسلسل من دون ذكر الشركة المنتجة أو كتّاب العمل أو حتى مخرجه وبقية ممثليه. ربّما لأن عرفة الأكثر شهرة وموهبة بين الجميع، وهو ما دفعها لكتابة اعتذار متسرّع على صفحتها الزرقاء لمن «نكأت اللوحة جراحهم». طبعاً كلامها لم يكن مهنياً ولا يجوز ذكره في فضاء عام، طالما أن الممثل إما أن يقرأ الورق بتأنٍّ، ويتبنى ما قدّمه، أم أنّه يعتذر عن الشغل فيه أصلاً، إن كان مخالفاً لقناعاته.
لكن ما حصل لم يكن في الحسبان، فالكلام النابع عن طيب خاطر أودى بصاحبته إلى مكان لا تحمد عقباه، عندما ألغى مدير ومالك راديو «المدينة إف إم»، ميزر نظام الدين، لقاء لعرفة مع برنامج «المختار» (باسل محرز) تلاه تداول افتراضي لقرار بمنع «وزارة الإعلام السورية» ظهور أمل عرفة على الشاشات السورية، من دون طرح أي نسخة من قرار رسمي في هذا الشأن. علماً بأنّ الشاشات الوطنية تمنع بناءً على القاعدة نفسها ظهور مجموعة كبيرة من النجوم المعارضين منهم جمال سليمان ومكسيم خليل، تضاف إليهم أسماء لم يسبق لها الانسياق وراء أي مواقف أو تصريحات، كتيم حسن وباسل خياط، فيما بثّت إذاعة «صوت الشباب» الرسمية برومو للقاء للنجم عابد فهد تم إلغاؤه لأنه هو الآخر ممنوع من الظهور على منابر بلاده الحكومية. وقد صار واضحاً أن جمهور القنوات الرسمية لن يشاهد «دنيا أسعد سعيد» عبر منابره الإعلامية الحكومية على الرغم من عدم وجود قرار رسمي فعلي واقتصار الأمر على توجيهات شفهية، خصوصاً أنّ مكتب وزير الإعلام السوري، عماد سارة، لم يُجب على تساؤلات «الأخبار» حول حقيقة الموضوع. اكتفى موظفوه عند اتصالاتنا المتكررة بطلب المهل من دون منحنا جواباً واضحاً إلى حين كتابة هذه السطور!
من ناحيتها، تفضّل النجمة أمل عرفة الصمت هذه الفترة والتنويه بأنّ مواقفها المؤيدة لدولتها وجيش بلادها ساطعة مثل الشمس، لكنها تعتبر أنّ ما يحصل ربما هو محاولة تطفيش ودفعها للهجرة، سيّما أنّ التخوين بدأ بالصيغة التي ألغت لقاءها على «راديو المدينة».
ربّما نحتاج للتأكيد مجدداً أنّه عندما يمنع الإعلام الرسمي ظهور نجم مكرّس لا يختلف إثنان على انتمائه بدوافع غريبة وتصيّد ماهر لأي هفوة، سيكون حكماً هو الخاسر الأكبر!