في أحد لقاءاته الاعلامية، قال الممثل السوري فادي صبيح إن إبن بلده محمد حداقي «هو نجم سوريا الأول. أنا أحب طريقة أدائه بشكل كبير». في العموم، لا يمكن لأيّ متابع للدراما التلفزيونية إلا أن يلاحظ الهيبة التي يحظى بها حداقي في جميع المشاريع التي يشارك فيها. فالنجم بسط موهبته ونوّع بين الكوميديا والتراجيديا أيضاً. ففي مسلسل «الخربة» (ﺇﺧﺮاﺝ الليث حجو وﺗﺄﻟﻴﻒ ممدوح حمادة) كان فياض الساخر من الحياة ومن متاعبها وصاحب الابتسامة العريضة. وفي مسلسل «تخت شرقي» (تأليف يم مشهدي إخراج رشا شربتجي) كان يتصارع مع الحياة بشخصية واقعية وهي سعد الذي يعاني من مشاكل مع زوجته. هكذا، تدور الحياة بحداقي، ليحطّ في رمضان الحالي في مسلسل «عندما تشيخ الذئاب» (لحازم سليمان وعامر فهد/ قناة «أبو ظبي» إنتاج شركة Isee Media ـ عن رواية للكاتب الفلسطيني الاردني الراحل جمال ناجي)، فكان واحداً من أبطال العمل الذي تدور أحداثه في تسعينيات من القرن الماضي. خطّ حداقي حضوره بدور عمران بكل حرفية. تلميذ الشيخ عبدالجليل (سلوم حداد)، المتشدد دينياً الذي يعيش صراعاً نفسياً بين رغباته وتعاليمه الدينية، ناهيك بصراعاته مع الآخر وإقدامه على قتل جاره أبو فاروق (ايمن رضا) لأنه يخالف تفكيره الديني. أرخى نجم مسلسل «الاخوة» ذقنه وهندسها، ومسك الدين من أطرافه وكابر على نفسه خوفاً من القصاص والآخرة. إرتدى الممثل السوري عباءة المتشدّد، وكان مقاسها حتماً عليه من دون أيّ مبالغة ولا تقصير. يتمتع حداقي بمرونة في الأداء واعتناء بأدق التفاصيل في شخصيته، فكانت النتيجة دوراً يستحق عليه التحية في «عندما تشيخ الذئاب».«عندما تشيخ الذئاب»: 20:00 بتوقيت بيروت على «أبوظبي»