خلال التصوير، لا يمشي النجم السوري عابد فهد على قدميه. نشعر كأنّه يطير فوق السحب من فرط الحماسة والشغف بالمهنة التي اختارته بالتصميم نفسه الذي أقبل من خلاله تجاهها. لا يمكن لمخيّلةٍ مهما راحت نحو العبث أن ترى هذا الرجل في مكان غير مواقع التصوير، سوى في ملاعب كرة القدم. كان بإمكانه أن يكون لاعباً محترفاً، لو خيّب القدر ظنّه وحرف مسعاه باتجاه آخر. يستمر الممثل الشهير حالياً في تصوير مشاهده في مسلسل «دقيقة صمت» (كتابة سامر رضوان، وإخراج شوقي الماجري). يدين لكاتب النص بحرفيّته وقدرته الخاصة على الجذب. يحتمل بودّ مزاجه الحاد والنزق، ويترك له فرصة التفرّد بقراراته حتى لو اصطدمت بقوة بالشروط الإنتاجية، فالنتائج ستكون غالباً مثمرة كما حصل في «الولادة من الخاصرة» (إخراج رشا شربتجي وسيف الدين السبيعي). عن دوره الجديد، يقول لـ«الأخبار» على البلاتوه كلاماً عاماً خوفاً من حرق الشخصية، لكنه يضيف معلومة واحدة تكشف سبب اختيار هذا العنوان: «والدة «أمير ناصر» وهي الشخصية التي ألعبها تدفع ثمن رجولة ابنها وتمرّده على الطغيان. لذا تعتقل. فتقرر الصمت لمدة أسبوع في وجه كل من يحدّثها من داخل السجن أو خارجه. ثم توّدع الحياة وهي صامتة. من هنا، أتى الاسم واندلعت شرارة الأحداث». في مقابل ذلك، اعتذر نجم «طريق» (إخراج رشا شربتجي) عن عدم أداء دور بطولة في «مسافة أمان» (كتابة إيمان السعيد، وإخراج الليث حجو)، الأمر الذي دفع صنّاع العمل الى الاعتقاد بأنّ شركة «الصبّاح» منعته! لكن الحقيقة، بحسب فهد، هي أنّه «لم يكن أمامي حلّ آخر. لا وقت لديّ، ولا يمكن التنسيق، وخصوصاً أنّني اتفقت على أداء دور في مسلسل «عندما تشيخ الذئاب» الذي سيبدأ تصويره قريباً، بحيث أنهي جزءاً كبيراً من شغلي هنا، وألتحق بالمسلسل الثاني، لكن لا يمكن تحصيل عمل آخر وتحمّل كل هذا العبء».في السياق نفسه، يستعد المخرج عامر فهد لدوران كاميرته في دمشق، بعد غدٍ السبت، لبدء تصوير مسلسل «عندما تشيخ الذئاب»، على أن يلعب بطولته عابد فهد وسلوم حداد، وقد أعدّ النص حازم سليمان عن رواية بالاسم نفسه للأديب الفلسطيني ــــ الأردني جمال ناجي (1954 ــــ 2018). العمل عبارة عن توليفة إنسانية تأتي نتيجة تركيبة اجتماعية دينية معينة، وتدخل من خلال مجموعة شخصيات إلى زواريب الثالوث المحرّم، راصدة أسرار الارتقاء الاجتماعي من الأحياء الفقيرة إلى مواقع السلطة.